بَعد النَجاح في «حَلّ» الجيوش الرواندية يَطمح النادي الافريقي اليوم إلى إسقاط الهلاليين لتَتواصل الأفراح القارية بدعم من الجماهير الثابتة على عشق «الغَالية» شتاءً وصيفا ومن المَهد إلى المَمات. وهذا الوفاء الكبير للجمعية لا يُمكنه إلا أن يدفع أصحاب القرار إلى تكريم كلّ من ضَحّى بالجُهد والنّفس من أجل عيون الفريق كما هو شأن عمر العبيدي الذي ستكون روحه حَاضرة لتُشعل حَماس المُشجعين واللاعبين المُرحبين بالمبادرة النبيلة تُجاه المرحوم. ولاشك في أن اقتطاع جزء يَسير من مداخيل هذه المُواجهة الافريقية لفائدة عائلة الفقيد عمر العبيدي ليس من باب جَبر الضّرر لأن النّفس البشرية لا تُقدّر بثمن ولكن هذا الإجراء يَحمل في طيّاته رسائل ضِمنية ودلالات رَمزية قد نختزلها في تأكيد المَكانة المَركزية للجماهير في مسيرة نادي «باب الجديد» الذي يَعتبر أن «شَعبه» هو رأس المَال الدائم أمّا «الكَوارجية» والهيئات التسييرية و»الكبايرية» فهم عَابرو سبيل. التَضحيات الجَسيمة للأحباء تَفرض على أبناء الليلي الظهور بأداء بُطولي رغم العَناء لكثرة الغِيابات وضَخامة الديون. ومن المؤكد أن «الانتفاضة» التي أنجزتها الجمعية في المنافسات المحلية والقارية تُثبت بما لا يدع مجالا للشك القُوة الذهنية العالية والعزيمة الفُولاذية للفريق. وهذه الصّحوة تستحقّ الثناء لأنها جاءت في ظروف استثنائية من الناحيتين المالية والرياضية وقد تَتعزّز «ثَورة» الافريقي على واقعه المَرير بمكسب جديد في سباق رابطة الأبطال. وتبدو الأماني مُمكنة لإيقاف الهِلاليين وانتزاع بطاقة العبور المَشروط بسحق الأشقاء بأكبر عدد من الأهداف ليرفعوا راية الاستسلام منذ الذّهاب. ومن المعروف أن اللّعب في «أمّ درمان» عادة ما يكون في أجواء سَاخنة وهو ما يضع الافريقي أمام حتمية خطف انتصار مُطمئن في رادس تفاديا للمتاعب و»حَرب الأعصاب» المُنتظرة في مُباراة الإيّاب. عنصر آخر لا يُمكن إغفاله في لقاء الأشقاء وهو «النَوايا الثأرية» لسفير الكرة التونسية الذي يُريد هزم الهلاليين شرّ هزيمة ردّا على «سَرقتهم» لفرحة الجمهور في المسابقة القارية لعام 2011. ولا يُساورنا أدنى شك في أن صاحب الرباعية التاريخية والأقدمية الكبيرة في المنافسات الدولية يملك «الأسلحة» الضرورية ليردّ الصّاع صاعين. ومن شبه المؤكد أن الأشقاء على يقين بالأمسية الصّعبة التي تَنتظرهم في رادس ويَعلم الهلاليون حَتما أن اللّعب في تونس لن يكون مُجرّد فُسحة كما حصل أمام «جماعة زنجبار» الذين انتصر عليهم الأشقاء ذهابا وإيابا في الدّور السّابق من رابطة الأبطال التي لا حظّ فيها للسودانيين. وهذا بشهادة التاريخ الذي يُؤكد في المقابل أن نادي «باب الجديد» له باع وذراع في هذه المسابقة ويكفي أنه كان أوّل الفرق التونسية المُحرزة على الكأس الأقوى والأٌغلى في افريقيا. البرنامج: رابطة أبطال افريقيا (ذهاب الدّور التمهيدي الثاني) في رادس (س17): النادي الافريقي - الهلال السوداني (الحكم الجزائري مصطفى غربال)