بعد الغزو الألماني لبولندا الذي بدأ في 1 سبتمبر 1939، وإعلان كل من فرنساوبريطانيا الحرب على ألمانيا وبالتالي انطلاق الحرب العالمية الثانية، سميت الحرب لدى بريطانيا «الحرب المزيفة» وأطلق عليها الألمان «الحرب الجالسة» بينما سماها الفرنسيون «الحرب المضحكة» والتي آلت الى ما يعرفه الجميع، اما حرب اليمن المشتعلة منذ 3 سنوات تقريبا والتي اغرقت الشعب اليمني في الجوع والتشرد فإنه لا يمكن تسميتها الا ب»الحرب العبثية» لأسباب عدة. اولا كان قرار دخول التحالف العربي بقيادة السعودية في حرب لاستعادة «الشرعية» في اليمن قرارا خاطئا ومتسرعا وبلا أي حسابات والدليل ان عديد المسؤولين الممثلين للدول المشاركة في هذه الحرب اعربوا في البداية عن انها حرب الانتصار السريع والساحق متجاهلين طبيعة الشعب اليمني وحتى جغرافيا هذا البلد الوعرة والذي فتك بكل غاز على مر التاريخ وبالتالي وبعد 3 سنوات لا تزال الحرب قائمة وما من منتصر فعلي. ثانيا ان الحرب في اليمن لم تكن اتخذت بشأن الوضع هناك وسيطرة الحوثيين على السلطة بل انها جاءت في اطار صراع اقليمي خليجي ايراني وكان الاجدر الذهاب في مسار الحل السياسي والضغط في هذا الاتجاه بكل السبل وبالتالي تجنيب الشعب اليمني ويلات الحرب من قتل وجوع وتشريد. ثالثا ان الحرب كانت الخيار الوحيد في اليمن ولم تكن مثلا كما جرى في المسار السوري حيث التدخل الروسي هناك قائم على العصا والجزرة اي مع كل تقدم عسكري في سوريا تكون هناك جولة سياسية أي خياران يسيران بالتوازي وهو ما اوصل سوريا الى نتائج تعتبر الى حد كبير ايجابية. رابعا كان تقاعس المجتمع الدولي وخاصة جشع الدول الغربية التي استغلت الحرب لتصدير الاسلحة ووفرت غطاء لحرفائها لاحقا وقامت بالتعتيم على ما يجري من قتل ومجاعة وتشريد للشعب اليمني سببتها جميع الاطراف المتدخلة في الحرب، كل هذا كان سببا كبيرا في اطالة امد الحرب وارتفاع تكلفتها. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نفسه قال مؤخرا «أعتقد أنها حرب عبثية أعتقد أنها حرب ضد مصالح السعودية والإمارات وشعب اليمن ما نحتاج إليه هو حل سياسي» ...وبالتالي فان الحل السياسي كان الاولى والخيار الاول والاخير.