في الوقت الذي تَركن فيه المجموعة للراحة فَتحت الهيئة المُديرة ملف الانتدابات أملا في الظّفر ببعض التعزيزات النوعية خاصّة أن المُشاركة المُونديالية الأخيرة كشفت بما لا يدع مجالا للشك بأن الجمعية في حاجة إلى بدائل اضافية في عدد من المراكز. على هَامش الهزيمة المُوجعة أمام "العَين" الإماراتي أكد الشعباني أن الفريق افتقر إلى بدائل قوية تُمكّنه من تعويض بعض الأسماء المُؤثّرة عندما يُلاحظ أنها ليست في أفضل حَالاتها. واعتبر الشعباني أن النَّقص الأبرز والأهمّ كان على مستوى الرواقين الأماميين حيث يُسيطر البدري والبلايلي بالطّول والعَرض على هذه المنطقة نتيجة غياب بديل يُضاهيهما من حيث القيمة المَهارية. والأخطر من ذلك أن بعض "النُجوم" أصبحوا على اقتناع تامّ بأن مقاعدهم في التشكيلة الأساسية مضمونة الشيء الذي يُساهم في تَعطيل أداء "المَاكينة" الترجية بما أن اللاعبين المَعنيين لن "يجتهدوا" ولن يَبذلوا مجهودات اضافية طالما أن التَرسيم في التركيبة المِثالية من تحصيل الحَاصل. وقد أعادت قراءة الشعباني فتح ملف الانتدابات بمجرّد العَودة من رحلة الإمارات. الحَلّ في السوق المَغاربية؟ في ظلّ "التمسّك المَبدئي" باللاعبين الأجانب كما هو شأن الكامروني "كوم" والايفواري "كُوليبالي" فإن الترجي قد يجد الحل في اللاعبين المُنخرطين في اتحاد شمال افريقيا لتعزيز صفوفه ببعض العناصر الجيدة دون مواجهة القيود القانونية المفروضة على الأقدام المُستوردة. وكان الترجي قد استفاد من رفع الحظر عن لاعبي اتحاد شمال افريقيا للتوقيع مع الجزائري طيب مزياني الذي سينشط في صفوف شيخ الأندية برتبة لاعب محلي مِثله مثل مواطنه يوسف البلايلي. وفي السّياق نفسه قد تَتّسع "الجالية المَغاربية" في ساحة "باب سويقة" خاصّة أن المعلومات التي بحوزتنا تُفيد بأن إدارة الفريق بقيادة حمدي المدب انكبت على دراسة جملة من الملفات و"الفِيديوهات" المُتحصّل عليها عبر الوسطاء وعن طريق المسؤولين الرسميين للجمعيات المُرتبطة بعلاقات تعاون واستثمار مع الترجي. المعلومات التي بحوزتنا تؤكد أن ملفات المترشحين تضمّ عدة أسماء جزائرية ومغربية وليبية وقد وقع التكتم عليها إلى حين التثبّت من سِعة امكاناتها ومدى قدرتها إلى إفادة الجمعية التي قال رئيسها حمدي المدب إن أبوابها لن تُفتح إلا للأقدام القادرة على تقديم اضافات نوعية: أي أن النادي لن يَنتدب من أجل الانتداب. ونبقى من لائحة اللاعبين "المَغاربة" الذين وقع تسريب أسمائهم في الكواليس لنشير إلى أن هداف الدوري الجزائري زكريا النعيجي كان ضمن الأسماء التي وقع ربطها بالترجي. وينشط النعيجي في خطّة مهاجم بأزياء "بارادو" وقد عانق اللاعب الشباك في 11 مناسبة ليتحلّ الصدارة في ترتيب الهدافين بعد مرور 15 جولة على انطلاق الدوري الجزائري المُمتاز. أولوية الأولويات بِغضّ النَّظر عن الأسماء التي سيقع انتدابها من الواضح أن المجهودات الترجية ستنصبّ على توفير البدائل الضرورية في المنطقة الأمامية (خطّة صانع الألعاب فَضلا عن الرواقين ومُقدّمة الهجوم). وهُناك شبه إجماع على أن "المَاكينة" الترجية في حاجة إلى تعزيزات جيّدة في المراكز المذكورة لتكون الفاعلية أكبر ولاشك في أن هذا التشخيص فيه جانب كبير من الصّحة وهوما تَدعمه الأرقام المُسجلة في المشاركة الأخيرة في كأس العالم. ذلك أن الفريق لم ينجح في بلوغ شباك مُنافسيه الإماراتي والمكسيكي سوى في مناسبة واحدة من ضربة جزاء نفذها البلايلي. كما لاحظ الجميع التأثير الكبير لغياب صانع ألعاب بما أن سعد بقير كان مُصابا ولم يظهر إلا في اللّحظات الأخيرة من لقاء "غوادالاخارا" ويَعرف القاصي والداني أن بقير لم يبلغ بدوره المُستويات العالية في خطّته الحالية وقد يكون من الأنفع والأصلح تعزيزه بعنصر يُضاهيه أويَفوقه من حيث المؤهلات الفنية. عناية خاصّة لئن تَمتّعت جلّ العناصر براحة مدّتها أربعة أيام فإن بعض اللاعبين يخضعون إلى التمارين البدنية من أجل تحسين لياقتهم كما هو الحال بالنسبة إلى محمّد علي اليعقوبي وآدم الرجايبي والمُنتدب الجديد طيّب مزياني الذي يأمل الإطار الفني أن يُساهم في توفير الحلول الاضافية خاصة في ظل اتقانه اللّعب في أكثر من مركز (في أحد الرواقين الأماميين أوأيضا خلف المهاجم). ومن المنتظر أن يستأنف الفريق التمارين يوم الاثنين القادم في مركب المرحوم حسان بلخوجة وسيتخلّف البلايلي عن المجموعة بعد أن تمّت دعوته لتعزيز صفوف المنتخب الجزائري بمناسبة مُواجهته الودية يوم 27 ديسمبر في قطر.