لم تكن الحركة عادية طوال يوم أول امس الجمعة بفضاء الفنون بالتضامن مئات المتفرجين تجمعوا لمواكبة عرض الفلاقة لنصر الدين الشبلي ومجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية الأخرى نظمتها وأشرفت عليها المندوبية الجهوية للثقافة بأريانة في اطار برنامجها لتنشيط الجهة واحتفالا بعيد الثورة . تونس الشروق : تجمعوا بالمئات شبابا وأطفالا ونساء دون ان يعلموا ما سبب الإحتفالات همهم الوحيد هو الترفيه عن انفسهم وايجاد متنفس لأطفالهم دون مقابل في مكان قد لا تتوفر فيه مثل هذه الفرص فهم في حضرة مجموعة من الفنون تحولت لهم حيث يقيمون ، موسيقات متنوعة من الصوفية الى الشعبية رقص وعروض مسرحية وفن تشكيلي وورشات مختلفة احتضنها فضاء الفنون بحي التضامن وهو عبارة عن حديقة يسمونها الأهالي «الجنينة «احيطت ببعض الدرج يستعمله المتفرجون كمدارج يجلسون عليها عندما يحتضن الفضاء انشطة فنية او ثقافية . وهو المتنفس الوحيد للسكان المحيطين به هناك تلتقي النساء والشباب والأطفال اين يلعبون ويركضون بين الأشجار يعيشون لحظات من الفرح بأضعف الإمكانيات ظنا منهم ان ذاك المكان كاف لإشباع رغباتهم من اللعب وادراك السعادة دون ان يعلموا ان في الضفة الأخرى هناك مدن ملاعب وإمكانيات خيالية وعوالم اخرى لاتشبه عالمهم ... شباب وأطفال التضامن في حاجة الى الأنشطة الثقافية والفنية الجميع هناك يتحدث عن «الحفلة «كما يرددون لكنهم لا يعلمون لماذا تحتفل التضامن وفي الواقع لا يعنيهم ذلك بقدرما يعنيهم تمضية بعض الوقت وايجاد متنفس لهم ولأطفالهم حتى يتناسون ولو قليلا تعب الحياة التي مرارتها تقول «سيدة» دون ان ترفع نظراتها عن ابنها الذي كان منغمسا في التصوير ضمن ورشة البراعة اليدوية « جميل ان يتذكرونا بمثل هذه الأنشطة الترفيهية خاصة للأطفال ولو مرة في الشهر فأطفالنا لا يجدون اي متنفس سوى اللعب في الشوارع حتى دور الثقافة والشباب خالية من النشاطات تقاطعها احدى جاراتها « سمعت بعرض الفلاقة فجئت مسرعة بلباس المنزل واتمنى ان يكثفوا من هذه العروض الشعبية لأننا في الواقع ليس في مقدورنا الذهاب الى المهرجانات والفضاءات الراقية .. نحن نشتغل فقط لنوفر الأكل واللباس لأطفالنا وما تبقى لا يعنينا». اليوم التنشيطي بالمركب الإداري بالتضامن والى جانب عرض الفلاقة الذي رقص على ايقاعه الحضور واستمتع بأغانيه الشعبية أمّن ايضا للحضور عرضا موسيقيا حضرة يامولى البرهان لمنية بن حامد وعرض الغنايا لمجموعة الجليدي العويني الى جانب ورشات متنوعة نالت رضا كل من شارك فيها .و اكد عدد من الأولياء على ضرورة الإهتمام بجهة التضامن من حيث الأنشطة الترفيهية والتثقيفية واعطاء الأولوية الى دور الشباب والثقافة الوجهة الوحيدة للشباب والاطفال لإبعادهم عن مخاطر الشارع وما يمكن ان ينجر عنه من انحراف خاصة وان الأرضية ملائمة للإنحراف في حي شعبي يكثر فيه الفقر والخصاصة والحرمان .. دعوة الى مزيد الاهتمام بدور الثقافة والشباب والمندوبة تتعهد ولم تخل الإحتفالية من الحضور المكثف لعنصر الشباب الذي استحسن فكرة العروض الترفيهية في جهة حي التضامن الذي وصفوه بالحي المهمش على جميع الأصعدة على حد تعبير عدد منهم ... شباب التضامن وعلى عكس بعض النساء هم يعرفون جيدا في اي اطار تتنزل هذه الإحتفالات ... يقول احمد 19 سنة عاطل عن العمل « بقدر ما سعدت بعرض الفلاقة ولأول مرة في قلب حي التضامن اتساءل لماذا يحتفلون بثورة لم تحقق مطالبنا... عن اي ثورة تتحدثون ونحن نعيش الفقر والبطالة والخصاصة والحرمان بكل تفاصيلها لسنا ضد الأنشطة الثقافية ومشكورة المندوبة الجهوية للثقافة بأريانة على سعيها لتنشيط منطقة التضامن لكن شخصيا لا اعترف بثورة مزعومة عدا ذلك مرحبا بالثقافة والفنون في حينا ..» يشاطره صديقه الرأي متحصل على شهادة تقني سام وعاطل بدوره عن العمل يؤكد على ضرورة التكثيف من الأنشطة الثقافية في الجهة والإهتمام بدور الشباب والثقافة والمكتبة العمومية واعيا بأن بالثقافة تحصن العقول وخاصة في ظل تغلغل الفكر المتشدد في الأحياء الشعبية وحي التضامن تحديدا. من جانبها وعدت المندوبة الجهوية للثقافة بأريانة السيدة سميرة عموري بإعداد برنامج ثقافي متكامل ومتنوع خاص بالتضامن يحمل خصوصية الجهة الى جانب عروض فنية وانشطة ترفيهية وتثقيفية تنتظم مرة في الشهر في اطار تنشيط الجهة والإهتمام بالأطفال والشباب وتمتيعهم بمثل هذه الأنشطة وتوفير ما يحتاجونه من الثقافة والترفيه والفنون ... وتتواصل العروض اليومية والأنشطة الثقافية وتنشيط الشوارع في كامل معتمديات ولاية اريانة ويتنزل ذلك في إطار تظاهرة مدن الفنون التي أطلقتها وزارة الشؤون الثقافية لدعم الانشطة الفنية والثقافية وتثمين الموروث الثقافي المادي واللامادي للجهات في مختلف المجالات الإبداعية.