تونس-الشروق: خالد الحداد مرّة اخرى يعود ملف الدساترة إلى السطح، وكان ذلك بمناسبة الحديث التلفزي الأخير لرئيس الحكومة، الذي أكدأصوله وجذوره الدستوريّة مؤكّدا أنّ الدساترة سيكونون أحد الروافد التي ستؤثّث ما أسماه في خطابه مشروع تجميع العائلة الوسطية التقدميّة. دعوة الشاهد للدساترة مهمة جدا في هذا الظرف السياسي الصعب الذي تمرّ به بلادنا بعد موجة الاضطرابات والصراعات داخل حزب نداء تونس وعودة المشهد الى حالة من عدم التوازن، في ظل تماسك حركة النهضة ووضوح مواقفها وخياراتها وغياب البديل المكافئ القادر على تحقيق مبدإ التداول السلمي على السلطة، الشرط الأساسي في كلّ عمليّة ديمقراطيّة. هل سيستجيب الدساترة؟ ماذا سيضمن لهم المشروع الجديد ليوسف الشاهد؟ هل سيُمنحون مواقع قياديّة متقدّمة تعكسُ إرثهم العريق في تسيير شؤون الدولة وخبرتهم الواسعة في التعاطي مع الشأن العام؟ أم أنّهم سيدعون الى البقاء في المقاعد الخلفيّة كما تمّ معهم ذلك ابّان تأسيس حزب نداء تونس الذين ساهموا في صعوده بما لهم من امتداد شعبي وقاعدة انتخابيّة عريقة؟ كثيرون يَرَوْن أنّ استمرار تشتّت العائلة الدستوريّة، بعد حل التجمع الدستوري الديمقراطي مباشرة إثر الثورة، قد أضرّ كثيرا باستقرار الحياة الوطنية، بل اعتبروه أحد الاسباب المباشرة لضعف الدولة، وقد ساهم صراع الزعامات وغياب الرؤية التجميعيّة (التوحيد ولمّ الشمل) في مزيد إنهاك الجسم الدستوري وتغييب فاعليته الوطنيّة. هل يستثيق الدساترة الشاهد ويصدقون دعوته لهم فيلتحقون بصفوف الداعمين لمشروعه السياسي ويعتبرونه زعيما قادرًا على سدّ الفراغ الموجود على مستوى مختلف مكوّنات العائلة الوسطية التقدميّة؟ أم سيكونون حصاد طروادة كالعادة فيُهدرون هذه الفرصة لحساب غيرهم من المجموعات أو التيارات؟ أسئلة عديدة تُطرح في هذا السياق، ولكن الأهم منها أنّ الدساترة اليوم أمام فرصة تاريخية جديدة، وقد تكون الاخيرة، لاعادة تنظيم صفوفهم واستثمار الديناميكية الجديدة التي أطلقها رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ومن المؤكّد أنّ الشاهد على يقين من مزايا التحاق الدساترة بمشروعه الجديد.