في خضم اللقاءات التشاورية التي يجريها القائمون على تشكيل المشروع السياسي دعا مؤخرا رئيس الحكومة الدساترة الى المساهمة في بناء الحزب الجديد، فهل ستلبي العائلة الدستورية النداء وتنضم اليه؟ تونس الشروق: وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد دعا في حواره التلفزي العائلة الوطنية التقدمية ممثلة بشكل خاص في الدساترة الى المساهمة في خلق ديناميكية قصوى تعيد التوازن للساحة السياسية التي انخرمت بعد تفكك نداء تونس وتصدر النهضة المشهد وذلك من خلال دعوتهم الى الالتحاق بهذا المشروع، فهل سيلبي الدساترة هذا النداء ؟ «الشروق» استطلعت اراء مجموعة من الشخصيات والكفاءات الوطنية الدستورية فكانت معظم مواقفها تصب في خانة ترقب هوية هذا المشروع السياسي وانتظار دعوة رسمية من الشاهد ومباركة أي توجّه صادق يفرز مشروعا سياسيا وطنيا يحقق التوازن و يضمن تقديم الاضافة للتونسيين. دعوة صادقة واعتبر المناضل الدستوري الدكتور رياض الخبثاني ان النداء الذي اطلقه الشاهد دعوة صادقة للبناء حيث ان رئيس الحكومة مد اليد الى العائلة الدستورية التي ينتمي اليها اعترافا منه بحسهم الوطني وقدرتهم على توظيف ما راكموه من تجربة وخبرة لخدمة تونس. وقال رياض الخبثاني إن العائلة الدستورية بوسعها توفير اسباب النجاح للمشروع السياسي الجديد والمساهمة في بناء ثوابته الاساسية وسبل انجاحه خلافا لبعض المشاريع السياسية الاخرى التي عرفت الفشل. الدساترة في خدمة الدولة ومن جانبه شدد المناضل الدستوري وعضو مجلس المستشارين الممثل للمنظمات المهنية سابقا المنصف بركوس أن الدساترة تربوا على خدمة الدولة من كل المواقع وهم دوما كذلك وهذا مايعكسه الطلب المستمر لهم قصد خدمة الدولة وتقديم الاضافة. واضاف المنصف بركوس بأن النداء الذي وجهه رئيس الحكومة للدساترة هو محل درس بين نخبه المفكرة قائلا:" كلما كانت المصلحة الوطنية تقتضي تضافر الجهود فان الدساترة يلبون نداء الواجب». شروط كسب الرهان وأفاد البرلماني السابق عبد الرحمان بوحريزي بان هذه الدعوة مرحب بها ويلمس فيها الصدق كما توجه بنداء الى الدساترة للمّ الشمل وترك النقد جانبا لأن تونس في أمس الحاجة الى أبنائها من كل المواقع. ورجح عبد الرحمان بوحريزي أن يكون تفاعل الدستوريين مع هذه المبادرة مشترطا بمعطيين اثنين وعلى قدرعال من الأهمية يتعلق الأول بفهم مبتغيات العائلة الدستورية غير الطامحة في المناصب بل تريد خدمة البلاد من اي المواقع ويهم الثاني مدى نجاح الشاهد في التعهد الذي قطعه على نفسه بخصوص تحقيق المصالحة الشاملة بعد مسار متواصل من الحيف الذي تعرضت له رجالات الدولة من الدستوريين. الدساترة ركيزة النجاح كما اعتبرت الناشطة السياسية رباب السباعي أنّ الدساترة يمثلون الخزان الانتخابي الاغلبي و «الماكينة» الانتخابية التي قام عليها حزب النداء حيث انهم يشكلون العمود الفقري لكل مشروع سياسي وطني قيد التأسيس. كما قرنت السباعي بين نداء رئيس الحكومة للالتحاق بالعائلة الدستورية وتعهده بتحقيق المصالحة الشاملة مع ابراز حرص الشاهد على رد الاعتبار للدستوريين حاضرا ومستقبلا. وخلصت السباعي من خلال اللقاءات التحضيرية الماضية للمشروع السياسي الجديد الميزة التشاورية فيه والحرص على الديمقراطية الداخلية داخله معتقدة ان هذا المعطى مهم في جعل الدساترة بوصفهم بناة الدولة و اصحاب الخبرة أحد أهم مؤسسي المشروع الجديد اكان حزبا او حركة. محل درس واعتبر المناضل الدستوري يوسف الرمادي أن الدساترة يعيشون حاليا فترة مخاض عنوانها تعدد المساعي نحو التوحيد ولم الشمل في جملة من المشاريع المتعددة قصد التواصل مع الساحة الاجتماعية الديمقراطية منوها الى ان كل هذه المشاريع قطعت اشواطا كبرى. وقال الرمادي ان اغلب الدساترة قد ساندوا سابقا حزب نداء تونس دفاعا عن المشروع الديمقراطي الوطني التقدمي وان المشروع السياسي الذي اعلنه رئيس الحكومة مؤخرا لم تتضح معالمه بعد وانه سيكون محل درس في صورة التواصل معهم والافصاح عن التوجهات والتحالفات التي يحملها. تشاور مستمر وقال المناضل الدستوري محمد الجويني أن العديد من الشخصيات الدستورية و الكفاءات الدستورية هي اليوم على «الربوة» وقد شرعت بشكل جدي في التفكير بشأن المستقبل منذ الانتخابات البلدية الماضية. ولفت الجويني الى ان نداء رئيس الحكومة يوسف الشاهد الى الدستوريين بالمساهمة في بناء المشروع السياسي الجديد قيد الدرس والتشاور المستمر بين عدد كبير من النخب الدستورية حيث ستحدد الاسابيع القادمة موقفهم النهائي منها. في انتظار هوية المشروع ومن جانبه قال كاتب عام ودادية قدماء البرلمانيين لزهر الضيفي انهم اليوم يمثلون اليوم تيارا وطنيا دستوريا مهيكلا في الجهات حيث تابع دعوة الشاهد وفهم الرسالة الموجهة الى الدساترة ويقدر انتماءه الى عائلة مناضلة غير أن هذا في رأيه لا يكفي. واعتبر الضيفي ان المشروع الذي تحدث عنه الشاهد لم يتضح بعد ما ان كان متقاطعا مع ما يدعون اليه بخصوص بناء مشروع وطني اصلاحي دستوري ام لا مضيفا بأن الحسم في هذه الدعوة سيتبلور في صورة وجود مشاورات في الغرض تتقاطع مع ما يحملونه من مبادئ عامة.