الجزائر- أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أن قوات الأمن وخفر السواحل في حالة استنفار قصوى، لملاحقة شبكات متطرفة ومحترفة في تهريب المهاجرين غير الشرعيين، إلى سواحل أوروبا، عقب فاجعة غرق مركب حرقًا بعرض البحر في جهة «تنس» الغربية. واعتقلت قوات الدرك الجزائري، أمس الاثنين، عنصرين من شبكة تهريب البشر على علاقة بحادثة غرق 20 مهاجرًا وإصابة 9 آخرين حرقًا في عرض البحر بضاحية «تنس» الغربية. وتقرر إيداعهما رهن الحبس فيما تستمر الأبحاث بشأن بقية الشركاء. ويتابع هؤلاء بجناية «تهريب المهاجرين غير الشرعيين من طرف جماعة إجرامية منظمة». وهي تهمة خطيرة تكشف عن البعد الدولي والنشاط العابر للقارات. بينما أمرت وزارتا الداخلية والدفاع الوطني بتعزيز المراقبة على الإقليم البحري للبلاد. ويأتي ذلك، بالتزامن مع تحقيقات باشرتها مصالح الأمن الجزائري بولايات الطارف وعنابة وسوق أهراس وسكيكدة، تحريات مع عدد من الشبان المعروفين بعلاقاتهم مع شبكات الهجرة السرية ومنظمي رحلات سابقة، وذلك بعد تلقي معلومات استخباراتية تتعلق بالبارون ناجح عطية الله الذي حاول سابقا الهروب إلى الجزائر. حيث أن أتباعه يخططون لتحويل رحلاتهم القادمة إلى السواحل الشرقية للجزائر عقب تضييق الخناق على عناصره الإجرامية في تونس بعد ثبوت ضلوعهم في فاجعة «قرقنة» التي تسببت في مأساة إنسانية بالساحل التونسي. وكشف مدير الهجرة الجزائرية، حسان قاسيمي، عن فتح تحقيقات معمقة حول شبكات تنظيم وتهريب المهاجرين غير الشرعيين "الحراقة" عبر البحر الأبيض المتوسط، مشيرًا إلى أن تنامي هذه الظاهرة جاء على "خلفية تواطؤ شبكات مافيوزية جديدة في تهريب البشر، تتمركز بشكل أكبر في الساحل الغربي للبلاد". وقال قاسيمي ل»الشروق» إن قوات الأمن الوطني الجزائري تجري حاليًا التحقيق حول عدة شبكات أصبحت تمتهن حرفة تهريب البشر عن طريق البحر. وسنُعلن عن النتائج قريبًا، موضحا أن تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية في الجزائر أخذ أبعادًا خطيرة، ولفت النظرإلى أن" هذا المشكل المُؤلم يُؤرقنا جميعًا.. هناك معاناة يتوجب علينا الإصغاء إليها". وشدد المسؤول في وزارة الداخلية، حسان قاسيمي، أن بلاده التي تنتظر نتائج التحقيقات الواسعة بشأن شبكات تهريب المهاجرين عبر ضفتي البحر الأبيض المتوسط، «تتعرض لنشاط مافيا منظمة تخصصت في الاتجار بالبشر». وتخص التحريات وحالة الاستنفار القصوى بالولايات الساحلية تلك المتاخمة للحدود البحرية التونسية. وهي ولايتا عنابة والطارف اللصيقتان بسواحل طبرقة في ولاية جندوبة، التي تشهد بين الحين والآخر تسلل قوارب الهجرة السرية من الجزائر إلى المياه الإقليمية لتونس، ومن ثمة نحو سواحل جزيرة سردينيا بإيطاليا.