قال إلياس الرابحي إنّ المطالعة هي رهان حضاري وهي مقياس في الدول لجذب الاستثمارات وتحقيق النمو. في هذا الحوار كشف الرابحي عن خطة الوزارة لتحسين الاقبال على المطالعة العمومية وعن سرّ هذا الخراب الذي عشّش في المكتبات العمومية: بداية هناك حديث عن ازمة قراءة في تونس كيف تنظرون الى هذه المسالة؟ هل نعاني فعلا من ازمة قراءة؟ مؤشر القراءة الوطني هو في حدود 0.58 كتاب لكل تونسي سنويا أي ان المعدل العام للقراءة لا يتجاوز نصف كتاب في العام. واذا ما قارنّا هذا المعدل بمحيطنا العربي والافريقي فنحن افضل بكثير وفقا لتصنيفات اليونسكو لكن ان قارنا انفسنا بالاوروربيين فنحن دون المطلوب بكثير اذ يبلغ المعدل 35 كتابا لكل مواطن. نحن مقتنعون بان هذا المؤشر له سياقاته الاجتماعية فحين يرتفع هذا المؤشر تنخفض ارقام الانحراف والجريمة وبالتالي بحثنا في خطة تطوير لترسيخ عادات المطالعة كهدف في المجتمع التونسي. منها احداث أيام وطنية للمطالعة واشتغلنا على محور المكتبات العمومية شريكا في التنمية واحدثنا مسابقة للابداعات الأدبية للأطفال والشباب والناشئة واحدثنا أياما للمطالعة في الوسط الريفي ولدينا أمناء مكتبات متنقلة مناضلون في هذا المجال اذ هم يزورون قرى نائية لتسليم الكتب للأطفال كما نعمل على ان يكون للمكتبات العمومية دور في مقاومة الانقطاع المبكر عن الدراسة. هل هناك ارقام محينة بخصوص البنية التحتية للمكتبات وعدد العناوين فيها وميولات القرّاء؟ لدينا 423 مكتبة منها 361 مكتبة محلية و24 مكتبة جهوية و38 مكتبة متنقلة. تضم هذه المكتبات مقعدا لكل 320 مواطنا وفيه 7.4 مليون عنوان ويرتادها سنويا 3.7 مليون زائر بينهم 92 بالمئة تلاميذ وطلبة و5.2 بالمئة إطارات وموظفون و2 بالمئة عملة وحرفيون و1.26 بالمئة عاطلون عن العمل. كما ان التوزيع يقدر بحوالي 300 الف كتاب جديد سنويا. اما فيما يتعلق بميولات القرّاء فإنّ 55 بالمئة من طلبات الزوار تتعلق بالكتب الأدبية وكتب الشعر و38 بالمئة تخص العلوم الاجتماعية والإنسانية و8 بالمئة كتب علمية وتقنية. لماذا هذا الوضع المزري للمكتبات؟ انتم توجهتم الى مكتبة راضية الحداد وهي بالذات تشكو من اشكال في الصيانة نحن نعلم بذلك ولكن عموما تم رصد 2.7 مليار لصيانة المكتبات. ونحن نسعى للصيانة والترميم. بل إننا فكرنا في اطار اليات تطوير المطالعة في تشييد فضاءات جديدة تخص دفع انخراط الاسرة في المطالعة تتمثل في احداث فضاءات تخص من أعمارهم دون خمس سنوات ولدينا اربعة فضاءات نموذجية في كل من صفاقس والمهدية والقصرين (حي النور) وقفصة وهي فضاءات مجهزة بالكتب التفاعلية وسيتم إضافة 10 فضاءات جديدة في 2019 وكذلك احداث فضاءات لضعاف وفاقدي البصر واحداث مشروع حوسبة للمكتبات العمومية بتخصيص اعتمادات قدرها 2.4 مليون دينار وربطها بالانترنات. وعموما يبقى مؤشر القراءة الوطني دون المامول لكنه متوسط في الوقت الذي اصبح فيه هذا المؤشر عنوانا للامن القومي في بعض الدول ورقما جاذبا للاستثمار والنمو الاقتصادي.