ذكر محمود مفتاح رئيس المنظمة التونسية للتربية والاسرة ل"الشروق" ان المنظمة تسجل بكلّ قلق الأوضاع التربوية المنفلتة والأحوال المعنوية والمادية المتردية للمدرسين عموما، وضياع بوصلة التلاميذ وحيرة الأولياء خاصّة جرّاء مقاطعة الثلاثي الأول والتلويح بمواصلة مقاطعتها خلال الثلاثية الثانية والتي تتنزل في إطار مطالب مشروعة لأستاذة الإعدادي والثانوي، بما أصبح يهدد بسنة بيضاء ومزيد ضرب علاقة الثقة والاحترام بين المربي والمتعلّم. وأضاف ان المنظمة تبدي تقديرها لحكمة المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل في تعاطيه مع هذا الملف التعليمي الشائك. وتعتبر أن إيلاء الاعتبار للمدرس بما يليق ودوره وتحسين أوضاعه المادية ضرورة حتمية، فهي تعتبر أن مطالبتهم بحقوقهم وبواجب المجموعة الوطنية تجاههم ترتب عنها حيف في حق التلميذ في حياة مدرسية مستقرة تضعه على نهج البذل والتحصيل. كما طالب رئيس المنظمة الأستاذة باتخاذ أشكال نضالية اخرى لا تمس من مشروعية مطالبهم، وتحفظ لأبنائنا حقهم في مزاولة نسق تعليمي تربوي مستقرّ مفتوح على الأمل والتفاؤل. كما دعا الأساتذة إلى تطمين التلاميذ والأولياء باعتبار المربي محور العملية التربوية والتلميذ غايتها، وإلى إعادة بناء جسور الثقة بينهم وبين منظورهم من منطلق الحرص على حماية صورة المربي التي تعتبر أساس كلّ بناء مجتمعي للمستقبل، ومن منظور الحرص المشترك على وضع أي أسس جديدة لحوار مجتمعي حول إصلاح المنظومة التربوية الذي لم يعد يحتمل مزيد التأخير.