الإضرابات والدعوة إليها وكثرة التهريج والتهييج واعتبارها حلا للمشاكل الاجتماعية وهم وخطر على المجتمع والمطالبة بالحقوق ومعالجة المشاكل الاجتماعية حق مشروع وواجب ما لم يسيس ويسهم في التجاذبات التي أصبحت مهمة الأحزاب والنواب وتونس اليوم وغدا وقبل اليوم في حاجة إلى الاستقرار وتجنب المشاكل والبعد عن التهريج. والمجتمع التونسي لا يقاس بغيره من المجتمعات الأخرى شرقا وغربا بحكم موقعه وإمكاناته وثقافته. ورجال التعليم لهم حقوق وعليهم واجبات. ومن هذه الواجبات إنقاذ البلاد من الفوضى وتعدد الإضرابات خاصة بعد أن أيقنوا أن البلاد تهددها الصراعات للوصول إلى الكراسي وهم يشاهدون الكلام البذيء داخل قبة البرلمان وأحيانا ضرب الخنيفري. إن الحكومة مطالبة بالحفاظ على أمن البلاد وسلامتها وعدم التسيب وجعل حدود لما يشبه الفوضى والاتحاد العام التونسي للشغل الذي استشهد من أجله حشاد العظيم هو اليوم مطالب بالدعوة إلى الاستقرار وتغليب المصلحة العامة على العاطفة. ومقاومة الفساد لا تكون بالتحريض على الفوضى وتخريب الاقتصاد ومن العار اختفاء بعد المواد الغذائية الحساسة كالحليب مثلا وتونس تعج بالأبقار وهي بلد الغلال والزيتون والدقلة والمناجم والأدمغة. وأذكّر الجميع بالمرحلة القريبة القادمة للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمثل الشعبي يقول (باش تنفخي النار يا فرماء). وأذكر المعنيين بتوفير الحبر الصيني الذي تنتظره السبابة للتصويت حتى لا تتحول السبابة إلى السب والتهديد أو إلى مكان آخر. وبورقيبة مرحوم الذي قال لا خوف على تونس إلا من أبنائها. ولا عاش في تونس من خانها.