مع كل يوم تزداد ًالازمة بين وزارة التربية ونقابة التعليم الثانوي تعقيدا... وفي الوقت الذي يغيب فيه الحل وصوت العقل والحكمة عن الجميع وزارة ونقابة تفقد المدرسة التونسية قيمتها وهيبتها... مر الثلاثي الاول دون امتحانات واليوم الثلاثي الثاني قد يجد نفس المصير ... التعليم في تونس والذي كان طوال عقود من الزمن مفخرة الدولة التونسية اصبح اليوم واحدا من اكثر القطاعات التي تعاني من اشكاليات وصعوبات ... كثير من التلاميذ وايضاً من الاولياء لا يدركون حقيقة ًالازمة بين نقابة الثانوي ووزارة التربية ، ًالازمة التي زادت في تعقيدها تصريحات النقابيين وتصريحات الوزير... اليوم على الحكومة وكل الاطراف التحرك وإيجاد حل سريع وانقاذ السنة الدراسية ... تواصل ًالازمة لن يكون في صالح التلاميذ وفي صالح المدرسين وايضاً في صالح الوزارة... لكن على الحكومة ان تعترف الآن انها فشلت في حل الازمة ولم تولها الاهتمام المطلوب رغم أهمية قطاع التعليم في المجتمع... كان على الحكومة أن تتدخل منذ بداية ًالازمة وانطلاقها وتجد الحل المناسب... القائمون على الدولة والمؤتمنون على مصير الشعب تجاهلوا عن قصد او عن حسن نية تداعيات ًالازمة بين نقابة الثانوي والوزارة... غابت عنهم الكثير من التفاصيل والكثير من حقيقة الانعكاسات... لن نبحث في وجاهة مطالب النقابة فكل النقابات في العالم من حقها ان تطالب وان تتحرك ومن حق الوزارة ان ترفض المطالَب ولا تستجيب لها لكن من الواجب التفاوض بين الطرفين والوصول الى حل يجنب التعليم في تونس مزيدا من الانحدار والتدهور... علينا أن نعترف اليوم أن التعليم العمومي في تونس اصبح في أزمة عميقة وأنه يحتاج الى اصلاح حقيقي وجدي وعميق... التعليم في تونس يحتاج إلى اصلاح في المناهج وفي التقييم وفي طرق واليات التدريس والإصلاح هو من مسؤوليات النقابات والوزارة في المقام الاول ... اليوم في تونس اكثر من مليون تلميذ درسوا ثلاثية كاملة دون تقييم وامتحانات .... على الجميع ان نقدر حقيقة ًالازمة وعمقها داخل العائلة التونسية التي لازالت تعتبر تعليم ابنائها اولوية حياتية قصوى وايضاً في الدولة التونسية التي تعتبر التعليم مصعدا اجتماعيا لتحقيق التنمية والتقدم... لنتحرك جميعا اليوم من اجل انقاذ السنة الدراسية وانقاذ التعليم في تونس قبل ان تستفحل ًالازمة وتتجه الى ابعاد أخرى أكثر خطورة...