التَركيز هو العُنصر الأصعب في تحضيرات فريق الشعباني لمواجهة «الدربي» المسبوق بفوضى تنظيمية عَارمة أثّرت بالسّلب في الأجواء الترجية. ومن جهته، حَاول الإطار الفني بقيادة معين الشعباني قَدر المستطاع أن يستعدّ لهذه المباراة بمنأى عن حَرب الأعصاب التي عاشتها الهيئة المُديرة بفعل الاختلافات والخِلافات الحَاصلة بشأن الملعب الأنسب والأمثل لإحتضان هذه القمّة الكُروية. الهيئة تقف في صف الجمهور بَعد أن تمسّكت الجهات المَعنية بإسناد 3600 تذكرة فحسب لجماهير الترجي بمناسبة لقاء «الدربي» في المنستير، أطلق الأحباء حملة واسعة النطاق لمقاطعة المباراة خاصّة أن الجمعية تمتلك 13 ألف مُشترك وسيكون من التعسّف أن تقبل الهيئة بدخول 3600 مشجع مُقابل حرمان حوالي عشرة آلاف آخرين من حقّهم المشروع في متابعة المباراة على عين المكان. وفي ظلّ مَوجة الغضب التي اجتاحت الأنصار اختارت هيئة حمدي المدب التَضامن مع جماهير الفريق وقد تمّ الاتفاق (المبدئي) على مُقاطعة اللّقاء. وعلى الأرجح أن تُنفّذ الجماهير الصفراء والحمراء اليوم وعيدها ما لم يحدث أيّ تغيير في هذا الملف. علاقة تاريخية بَعيدا عن الصُداع الذي عاشته الجماهير الترجية بفعل الملف التنظيمي ل «الدربي» لن يمر استقبال الفريق لجاره في ملعب مصطفى بن جنّات دون استحضار العلاقة التاريخية بين «المكشخة» و»المستيرية». ذلك أن ثلّة من أبناء المنستير تركوا بصمة واضحة في المَسيرة الترجية ونستحضر في هذا السياق على سبيل الذِّكر لا الحصر الرئيس التاريخي لنادي «باب سويقة» الدكتور الشاذلي زويتن والمدرب الكبير فوزي البنزرتي هذا فَضلا الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي لم يُخف عشقه للونين الأصفر والأحمر بل أنه انتمى بصفة «شرفية» لهيئة الفريق الذي يَعتبر أهله أن بورقيبة «أنصفهم» بعد المَظلمة التي تعرضوا لها على هامش أحداث «فينال» الكأس مع «السي .آس .آس» عام 1971. ورقة مزياني بَعد أن تأكد غياب أنيس البدري بقرار صادر عن «الفيفا» يفكّر معين الشعباني في لعب ورقة المنتدب الجزائري الجديد طيب مزياني الذي كان قد استهلّ مسيرته مع الترجي بهدف معنوي في اللقاء الودي ضدّ النجم الرادسي. ومن المعلوم أنّ مزياني يحذق اللّعب في الرواقين الأماميين. كما أنّه قادر على التَمركز خلف المُهاجم ويبدو أن الإطار الفني للفريق يريد استثمار امكانات هذا «الجُوكار» لسدّ الشّغور الذي سيتركه البدري الغائب بسبب البطاقة الحمراء التي كان قد تحصل عليها في مُونديال الأندية. وسيتخلف حسين الربيع بدوره عن مواجهة «الدربي» للسّبب نفسه على أن يكون هذا الثنائي تحت تصرّف المدرب بداية من اللقاء القادم بما أن عقوبة الاتحاد الدولي تَقتصر على مباراة رسمية واحدة. خَارج الخدمة على الأرجح أن يكون محمّد علي اليعقوبي وهيثم الجويني خارج نطاق الخدمة وذلك لحاجتهما لتمارين بدنية اضافية من أجل استرجاع كامل مؤهلاتهما. وكان الثنائي المذكور قد حَظي بعناية خاصّة من قبل المُشرفين على الإعداد البدني وقد بلغا فعلا المراحل الخِتامية من عملية التأهيل لكن يبدو أن الإطار الفني يُفضّل عدم المجازفة بهما وتمديد فترة علاجهما تفاديا للمُضاعفات الجانبية. خَيارات الشّعباني تَجتمع جملة من المعطيات الفنية والعوامل الاضطرارية لتحكم على معين الشعباني بإنتقاء أسماء بعينها في لقاء النادي الافريقي. وتتّجه النية (مبدئيا) نحو ترسيم رامي الجريدي في الشباك بعد أن كان قد ترك أفضل الانطباعات في المباراة الترتيبية التي خاضها الترجي في المونديال الإماراتي. وقد وقع الاختيار آنذاك على الجريدي كأحسن لاعب في مُواجهة «غوادالاخارا» المكسيكي. وتبدو حظوظه وافرة ليظهر في التشكيلة الأساسية التي سيعتمدها الترجي في مباراة «الدربي» هذا ما لم يطرأ أيّ تَحوير من شأنه أن يقلب كفّة الميزان لفائدة بن شريفية. ولئن كان قرار تشريك الجريدي «مُعلّقا» إلى اللّحظات الأخيرة من التحضيرات فإن الأسماء التي سَتُكلف بتأمين الدفاع محسومة وعلى الأرجح أن تَتكوّن من الذوادي وشمّام والدربالي وبن محمّد. ولا استغناء في وسط الميدان عن «كوليبالي» و»كوم» على أن تُعهد مَهمّة صناعة اللعب لبقير الذي سيتمركز أمامه «المُثلث» المتركّب من الجزائريين يوسف البلايلي وطيّب مزياني والمُهاجم الدولي طه ياسين الخنيسي.