يَبقى طارق ذياب أحد أبرز المَواهب الكروية في تاريخ الترجي والكرة التونسية عُموما. وقد شَرّف صاحب السّاق الذهبية جمعيته وبلاده بعد أن تحصّل على الكرة الذهبية التي تُمنح لأفضل لاعب في القارة الافريقية وقد جاء هذا التَتويج عام 1977. وتَتضاعف أهميّة هذه الجائزة الشَرفية إذا عرفنا أن طارق هو اللاعب التونسي الوحيد الذي يَنال شرف الفوز بها منذ ظهورها عام 1970. ومن المعلوم أن هذه الجائزة تَحصّلت عليها عدة أسماء افريقية وعربية لامعة مثل المالي «ساليف كايتا» والكامروني «روجي ميلا» والمغربي أحمد فراس والجزائري رابح ماجر...وغيرهم كثير. وبالتوازي مع مسيرته الذهبية مع الترجي نحت طارق مسيرة استثنائية مع المنتخب الوطني الذي كان قد شارك معه في مُونديال الأرجنتين عام 1978. وَيُعتبر طارق أيضا القائد والهداف التاريخي للترجي الرياضي (127 هدفا). ومن المُؤكد أن طارق يظلّ أحد أنجب المواهب الأزياء الترجية التي دافعت عنها عدّة أسماء أخرى كبيرة مثل عبد الرحمان بن عزالدين ونورالدين ديوة وعبد الجبّار مشوش وعبد المجيد بن مراد وتميم الحزامي فَضلا عن نبيل معلول وخالد بن يحيى وشكري الواعر والعيّادي الحمروني وطارق ثابت... وغيرهم كثير. هيمنة ترجية مع وُصول سليم شيبوب إلى كُرسي الرئاسة في أواخر الثَمانينيات عرفت الجمعية قَفزة نَوعية سواء من حيث التَنظيم الإداري أوالتألّق الرياضي. فقد استقطب الترجي أمهر الأقدام الكروية المحلية والأجنبية وتمكّن الفريق من فرض هَيمنة كبيرة على البطولة حتّى أنّ الجمعية حَطّمت جملة من الأرقام القياسية نَستحضر منها على سبيل الذِّكر لا الحَصر النجاح في حصد سَبع بطولات مُتتالية بين 1998 و2004. وبالتوازي مع بَسط النّفوذ على المُسابقة المحلية سطع نجم الترجي الرياضي في القارة الافريقية والسّاحة الدولية عُموما خاصّة بعد التَتويج برابطة الأبطال للمرّة الأولى عام 1994 وذلك على حِساب الزمالك المصري وبقيادة المدرّب التونسي فوزي البنزرتي الذي ترك بَصمة كبيرة في المَسيرة الترجية وهذا ما يُؤكده الكَمّ الهائل من التَتويجات التي تَحصّل عليها ابن المنستير ب»مَريول» نادي «باب سويقة». عشرية ذهبية رغم أنّ المُقارنة لا تجوز فإنّ الكثيرين يَعتبرون أن الحَقبة الذهبية التي عاشها شيخ الأندية التونسية في العَشرية الأخيرة من مَوسم المائوية تُعيد إلى الأذهان الفترة الاستثنائية زمن المرحوم الشاذلي زويتن. وَمِثلما أهدى الدكتور الشاذلي زويتن الجمعية أزياءها الذهبية وجَعلها تَبلغ أعلى المَراتب فإنّ الرئيس الحالي حمدي المدب ضَخّ المليارات ونجح بدوره في تحقيق أمجاد كبيرة ونجاحات فَريدة في المسيرة الترجية. فقد تمكّن الفريق في عهد المدب من تكريس هَيمنته التاريخية على البطولة المحلية فَضلا عن حصد الألقاب والإعجاب على الصّعيدين الاقليمي والدولي خاصّة بعد أن تحصّلت الجمعية على رابطة الأبطال في مُناسبتين (2011 و2018) عَلاوة على المُشاركة في كأس العَالم في السّنتين المَذكورتين وذلك في ملاعب اليَابان والإمارات وهما من الدُول الشّاهدة على المسيرة الترجية العَابرة للقَارات. بالرخيصة في القلب لا يُمكن المُرور على الفترة الزَاهية التي عاشها الترجي في التّسعينيات دون استحضار «طَيف» المرحوم الهادي بالرّخيصة الذي كان البَطل الحَقيقي في نهائي الكأس الافريقية أمام الزمالك عام 1994 (سَجّل فَقيد الترجي ثُنائية من جُملة الأهداف الثلاثة لأبناء البنزرتي في الشّباك المِصرية). ومن المُستحيل أن تَنبش العائلة الترجية في تاريخ جَمعيتها وأن تَحتفل بالمائوية دون التَرحّم على «بلها» الذي مَات وهو يدافع عن «المَريول» الأصفر والأحمر في لقاء ودي عَصّي عن النِسيان أمام «أولمبيك ليون» بتاريخ 4 جانفي 1997 وذلك في ملعب زويتن. انتصارات وخَيبات المَسيرة المائوية للترجي كانت حَافلة بالتَتويجات حتى أن الفريق يملك أرقاما قِياسية في الفوز بالبطولات والكؤوس لكن هذه النَجاحات لم تَخل من الخَيبات والضّربات وهو حَال كلّ الجمعيات والمنتخبات في العَالم. وَمِثلما تَذوّق الترجي حَلاوة الأفراح في الداخل والخارج فإنه تجرّع أيضا مَرارة الهزائم سواء في المُنافسات المحلية والاقليمية أوأيضا في «فِينالات» رابطة الأبطال التي تُوجّت بها الجمعية في ثلاث مُناسبات وأفلتت منها في أربع مرّات (أعوام 1999 و2000 و2010 و2012). والجَميل في مشوار الترجي الرياضي أنه لا يسمح للأزمات والهزّات مهما كانت قوّتها بالنَّيل من عزائمه وقد أثبتت التجربة أن الجمعية سرعان ما تَتجاوز خَيباتها ومشاكلها مُستفيدة من التقاليد الكبيرة التي اكتسبتها على امتداد قرن من الزّمن. رؤساء الترجي لويس مونتاسيي (1919 - 1919) (تَعيينه كان صُوريا) محمّد المالكي (1919 - 1922) عبد الجليل الزاوش (1922 - 1923) سليمان بن علي (1923 - 1925) محمّد الزواوي (1925 - 1926) مصطفى الكعاك (1926 - 1931) الشاذلي زويتن (1931 - 1963) محمّد بن اسماعيل (1963 - 1968) علي الزواوي (1968 - 1971) حسّان بلخوجة (1971 - 1981) الناصر الكناني (1981 - 1984) عبد الحميد عاشور (1984 - 1985) المنصف زهير (1985 - 1986) المنذر الزنايدي (1986 - 1987) الهادي الجيلاني (1987 - 1989) سليم شيبوب (1989 - 2004) عزيز زهير (2004 - 2007) حمدي المدب (من 2007 إلى حدّ الآن) من الأبيض والأخضر إلى الأصفر والأحمر كانت البدايات الترجية بالأزياء البَيضاء والخَضراء لكن بقدوم الشاذلي زويتن إلى الجمعية تَغيّرت الألوان المُعتمدة. وقد أهدى الشاذلي زويتن الجمعية قُمصانا صفراء وحمراء وتقول رواية الشاهدين على العَصر إن البدلات الجديدة كانت أحسن وأفضل من حيث نوعية القُماش الذي يبعث الدفء في الأجساد وهو ما يُساعد على «مُقاومة» برد الشّتاء القَارس. الرواية ذاتها تؤكد أن زويتن «وَرث» هذه الأزياء عن النادي الذي ينشط في صفوفه أيّام الدراسة. وقد تَمّ حلّ هذا الفريق واقتسام مُمتلكاته على أصحابه وكانت البدلات الصفراء والحمراء من نصيب زويتن الذي قدّمها بدوره للترجي لِتُصبح الأزياء الرسمية لشيخ الأندية إلى يوم النّاس هذا.