يعيش الترجي الرياضي أيّاما زاهية في ظل تراكم النجاحات والتَتويجات بالتزامن مع الاستعدادات الجارية للإحتفال بالمائوية بداية من يوم 15 جانفي القادم وهو الموعد الذي يَترقّبه الجميع بالنّظر إلى رمزيته الكَبيرة. نجاحات بالجملة كانت العائلة الترجية تُمنّي النفس بالقبض على رابطة الأبطال الافريقية لتكون الشمعة التي ستضيءُ مائوية شيخ الأندية غير أن الكرة لم تُنصف الجماهير الصفراء والحمراء على مستوى «الشامبيونزليغ» فحسب بل أنها أغرقت الجمعية في الأفراح بعد أن جعلتها تكتسح كلّ الاختصاصات. ذلك أن الزعامة القارية رافقها الحصول على المَرتبة الخامسة في مونديال الأندية وهو مكسب يتحقّق للمرّة الأولى في تاريخ الترجي الرياضي الذي تحصل في الساعات القليلة الماضية على البطولة العربية في كرة اليد وقد جاء هذا التتويج بالتزامن من نجاح آخر باهر وذلك بتوقيع فرع السباحة الحائز على البطولة الشتوية. وكانت هذه التَتويجات مسبوقة بمكاسب أخرى في الكرة الطائرة والمُصارعة والجيدو وهو ما يجعل الفريق يطرق باب المائوية بحصيلة كبيرة من الألقاب. احتفالات في الجهات رغم أن الاحتفالات الرسمية بالمائوية ستنطق في منتصف جانفي القادم فإن الجهات العاشقة للترجي الرياضي بدأت في الاحتفاء بذكرى التأسيس بصفة مبكّرة وقد تزاحمت خلال الساعات الأخيرة صور «الكَرنفالات» الصفراء والحمراء في عدد من الأحياء الشعبية والمناطق الداخلية مثل الكبّارية وتازركة وقلعة الأندلس وبن قردان...وغيرها من المناطق. ومن الواضح أن هذه الاحتفالات العَفوية والتي أنعشت مختلف الجهات التونسية هي نقطة البداية للمهرجان الكبير الذي ستنظّمه الجماهير الترجية تخليدا لذكرى المائوية وتأكيدا على القاعدة الشعبية العريضة لشيخ المائة عام. التَميّز في هذه الاحتفالات المُبكّرة يَكمن في إلغاء الحدود الجغرافية بما أنها امتدّت من أقصى الشمال إلى آخر الجنوب كما أن أصحابها لم يكتسحوا الشوارع ويَملؤوا الساحات فرحا من باب الاحتفاء بالتتويجات الرياضية الأخيرة في اليد والسباحة وغيرها من الاختصاصات وإنّما تَركّز الاهتمام على ذكرى التأسيس بتفاصيلها الدقيقة: أي منذ أن تحدى محمّد الزواوي والهادي القلال الظروف لإنشاء الفريق في جانفي 1919. انتصار عريض أمطر الترجي الرياضي يوم أمس شباك النجم الرادسي بخماسية كاملة وذلك في المباراة الودية التي احتضنها ملعب زويتن. وقد اكتفى أبناء رادس بالردّ على خماسية «المكشخين» في مناسبتين وجاءت أهداف فريق الشعباني عن طريق طه ياسين الخنيسي (في ثلاث مناسبات) والطيب مزياني وآدم الرجايبي. وقد شكّل هذا الاختبار الودي فرصة ملائمة للمنتدب الجديد طيّب مزياني ليفتتح مسيرته مع نادي «باب سويقة» بهدف مَعنوي في انتظار التأكيد في الرسميات بما أنها ستكون المقياس الحقيقي للحكم على امكانات اللاعب الجزائري للترجي الرياضي. عنصر آخر لفت أمس الأنظار وهو الشاب زياد بالريمة الذي ساهم في صناعة هدفين وقد كنا أشرنا في وقت سابق إلى أن بالريمة سينتزع مكانا ضمن فريق الأكابر بمجرّد عودته من رحلة السعودية التي احتضنت التربص التحضيري للمنتخب الأولمبي. الشعلالي «آوت» مازال غيلان الشعلالي خارج الحسابات بفعل العقوبة التأديبية التي سُلّطت عليه على خلفية عدم انضباطه ومن المُقرّر أن يظل اللاعب مع صنف الآمال إلى حين اتخاذ قرار حاسم بخصوص مستقبله مع الجمعية التي تستأنف اليوم التمارين استعدادا لبقية الرّهانات المحلية والقارية.