«الشروق» مكتب الساحل: أدّى عشرات الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية في موفى الأسبوع الماضي زيارة ميدانية لمتاحف والمعالم الأثرية لمدينتي سوسةوالمنستير. وكانت الزيارة التي نظمتها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية في اطار البرنامج الوطني «مدن الحضارات» الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الثقافية وذلك تنفيذا للاتفاقية الممضاة في مارس 2018 بين وزارة الشؤون الثقافية والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. وشارك في الزيارة الى جانب الصحافيين التونسيين ، عدد من الصحافيين من مصر ومن فلسطين. وشملت الزيارات متحف سوسة الأثري وقصر الرباط والجامع الكبير بسوسة ورباط المنستير ومتحف الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة (قصر المرمر) ومتحف العادات والتقاليد الشعبية بالمنستير. وأكّد مدير عام الوكالة الوطنية لإحياء التراث والتنمية الثقافية كمال بشيني في تصريح للصحافيين ان هذه الزيارة تندرج ضمن سلسلة من الزيارات المبرمجة لزيارة حوالي 54 متحفا ومعلما مفتوحا للعموم في البلاد التونسية وهي الزيارة الرابعة بعد زيارات ثلاث شملت معالم قرطاجوالقيروان، والمتحف الوطني بباردو، وتستهدف تثمين التراث التونسي ومزيد التعريف به وتشجيع السياحة الداخلية ولدعوة التونسيين والتونسيات للإقبال على زيارة المتاحف والمعالم في البلاد التونسية بما من شأنه أن يخلق حركية داخل المتحف وفي محيطه وبالتالي إدخال التراث ضمن الدورة الاقتصادية وتنميتها. وبشأن مسألة إحياء المتاحف التونسية وتوظيف الأغاني الشعبية وأغاني الحرفين أو بعض النماذج من أحاديثهم والنكت التي يتبادلونها خلال ممارستهم لعملهم، قال بشيني إنّ الوكالة انطلقت على مستوى متحف باردو بتركيز محلّات ومشرب سيتدعم بمطعم، وتمّت أيضا برمجة تركيز تطبيقة ثلاثية الأبعاد تبرز القطع المعروضة في المتحف أو بعض المواقع الأثرية. وبيّن مدير عام الوكالة أن إحياء المتاحف يتطلب تمويلات هامّة مشيرا إلى أن الوكالة مرّت بظرف صعب منذ سنة 2010 إذ سجّلت نقصا في الإمكانيات وفي عدد الزائرين للمتاحف والمواقع وبالتالي فإنّ بعض المشاريع تمّ تأجيل تنفيذها غير أنّها تحاول حاليا تحسين الخدمات في المتاحف والمواقع كما تشتغل على الإعداد لنشر كتاب فنّي حول معالم مدينة تونس وكتاب آخر حول المواقع التونسية السبعة المسجّلة ضمن التراث العالمي وهي قرطاج، ومدينة تونس، ومدينة القيروان، ودقة، ومدينة سوسة، وكركوان، والجم. واعتبر الباحث بالمعهد الوطني للتراث جهاد صويد أنّ هذه الزيارة كانت فرصة للتعريف بالمخزون التراثي التونسي والتعرّف عن قرب على الكنوز التي تختزنها تونس ومن بينها رباط المنستير الذي يُعدّ أبرز المعالم العسكرية الأثرية في تونس، التي تم إنشاؤها في العصر الوسيط.