أسئلة متنوعة من قراء جريدة الشروق الأوفياء تهتم بكل مجالات الشريعة الإسلامية السمحة فالرجاء مراسلة هذا الركن على العنوان الالكتروني:[email protected] أو على رقم الهاتف الجوال:24411511 . السؤال الأول هل يجوز أن أذبح خروفا لأدفع به أحداث السوء كالمرض وغيره علما وأني تعرضت إلى عملية سرقة لعدد من العجول ؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أنه إذا كنت تظن أن القيام بذبح خروف أو غيره ستدفع به سوءا أو مرضا أو غيره فهذا غير صحيح ولا يجوز لأن الذبح لا يمنع من وقوع المقدور خيرا كان أو شرّا .وأمّا إذا نويت به الشكر لله تعالى على حصول خير أو تجنب شرّ فهذا جائز. السؤال الثاني انتشرت في المدة الأخيرة ظاهرة ارتداء ملابس غريبة على مجتمعنا التونسي وهي قريبة من اللباس الأفغاني . ما حكم الشريعة الإسلامية في ظاهرة مخالفة عرف المجتمع ؟ الجواب اعلم أيها السائل المحترم أنه يكره مخالفة أهل البلد في لباسهم إذا كان ما يرتدونه ساترا للعورة بل يحرم وذلك إذا وصل إلى حد يكون به لباس شهرة ونحن كتونسيين لنا لباسنا التقليدي المحترم (الجبّة والبرنس وغيره..) الذي جمع بين الستر والأناقة والجمال ما يغنينا عن ارتداء الملابس الدخيلة عنّا . السؤال الثالث: ما حكم من ترك جواله يرنّ أثناء صلاة الجماعة ولم يغلقه خاصة وأن هذه الظاهرة قد كثرت في المساجد؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أن كثيرا من الناس لا يحسنون التصرف في هواتفهم المحمولة خاصة أثناء الصلاة , فمن المفروض أن يتعودوا على إغلاقها قبل الصلاة حتى لا يقلقوا غيرهم فيتسببون في إفساد خشوعهم وقد يذهب الأمر إلى إيقاع الإمام في الخطإ. وقد كان بالإمكان حتى لمن رنّ هاتفه أثناء الصلاة أن يغلقه بحركة بسيطة ويسيرة دون أن تؤثر على صحّة صلاته لذلك يجب تجنب كل ما يعطل الصلاة وخشوع المصلين . السؤال الرابع هل لكم سيدي الشيخ أن تبين لنا أراء العلماء في مسألة الكتابة على القبور من قرآن أو أسماء لأصحابها. هل هي محرمة أم جائزة؟ الجواب: بداية نقول للسائل الكريم أن رسول الله قد نهى عن تجصيص القبور وأن يبنى عليها أو تداس .وقد اختلف فقهاء المذاهب في هذه المسألة نستعرض آراءهم : 1) قال الحنفية : يكره تحريما كتابة أي شيء على القبر إلا إذا خيف ذهاب أثره فلا يكره . 2 ) وقال المالكية : إن كانت الكتابة قرآنا حرمت وإن كانت لبيان اسم المتوفى أو تاريخ موته فهي مكروهة . 3) وقال الشافعية : إن النهي عن الكتابة للكراهة سواء أكانت قرآنا أم كانت اسم الميت لكن إذا كان القبر لعالم أو صالح ندب كتابة اسمه عليه وما يميز ليعرف . 4 ) وقال الحنابلة : إن النهي عن الكتابة للكراهة سواء كانت قرآنا أم غير ذلك دون تفرقة بين قبر عالم أو صالح وقبر غيره . 5) ويرى ابن حزم وهو صاحب المذهب الظاهري أن نقش اسم الميت على القبر لا كراهة فيه وكل ذلك يعتمد فيه إلى حد كبير على النية الباعثة للكتابة فإن كانت لمجرد التعرف على صاحب القبر فلا بأس بذلك مطلقا. هكذا نرى كيف أن المسألة مختلف فيها بين العلماء فلا يجب أن تُجعل مطية للتنازع والخلافات المؤدية إلى الفرقة والتشتت. السؤال الخامس أحرص على الصلاة في الجماعة داخل المسجد لكن الإمام يطيل في الصلاة كثيرا بحيث يقرأ في الركعات بسور طويلة ممّا أتعبني كثيرا وأنا شيخ كبير أسعى للحصول على ثواب صلاة الجماعة. هل يجوز الانسحاب من الصلاة وراء هذا الإمام وإكمالها منفردا؟ الجواب سامح الله بعض الأئمة الذين يخالفون هدي النبي في الصلاة خاصة في صلاة الجماعة الذي أمر بالتخفيف في القراءة فيها حتى لا ينفر الناس ولا يدخلهم في مشقة وعنت. قال النبي (إذا صلّى أحدكم للناس فليخفف فإنّ منهم الضعيف والسقيم والمريض وإذا صلّى أحدكم لنفسه فليطوّل ما شاء ) البخاري. كما اشتكى بعض الناس معاذ بن جبل إلى النبي لأنه كان يطيل عليهم في الصلاة فنهاه الرسول وقال له (أفتان أنت يا معاذ) ولذا إذا كنت تتضرر من هذا الطول فلا مانع من الانسحاب وإتمام الصلاة منفردا مع الحرص على لفت نظر الإمام وتذكيره بآداب الشرع في صلاة الجماعة. والله أعلم