يعود تاريخ نشأة مدينة جرجيس إلى منتصف القرن السادس عشر للميلاد، حيث تشكّلت فيها الحضارة على أنقاض إمبراطورية تُعرف باسم جكتيس أو البونقية جرجيس القديمة، كما تمتد هذه الحضارة من الساحل الجنوبيّ للبحر الأبيض المتوسط وحتى الجهة الجنوبية من جزيرة جربة بالتوازي مع الساحل الشماليّ لبحيرة البيبان، كما كانت مدينة جرجيس في ذلك التاريخ تضم أكثر من مائة عائلة فقط. تتميز جغرافيّة المدينة بالتنوع والجمال الطبيعي الخلاّب حيث المناطق الشمالية والجنوبية والشرقية محاطة بالبحر الأبيض المتوسط، بينما في الجهة الغربية فتضم أراضيها السهول الممتدة في قسمٍ كبير من سهل جيفارا، حيث إنّها تتلاشى سلسة جبال أطلس في عدة مواقع متباعدة من الجنوب التونسيّ، وتتميز جرجيس بمساحة زراعية كبيرة بالمقارنة مع غيرها من المدن المجاورة والتي تمتد على الساحل الجنوبيّ الشرقيّ. تتمتع جرجيس الى جانب الثروات الطبيعية المتنوعة، بالمناطق السياحية الموجودة فيها ومن أشهرها منطقة العقلة والسويحل، وتتميز جرجيس بالسواحل الرملية التي تمتد عشرات الكيلومترات، والتي تزينها واحات النخيل، إضافة إلى ذلك فهناك المواقع الأثرية والمتاحف التاريخية المختلفة التي تنتشر في مختلف ضواحيها، ومنها متحف جرجيس الذي يدمج بين علم الإناسة وعلم الآثار، والسوق البربرية بالمؤانسة، وواحات الحمادي، وميناء الصيد البحريّ. يعتمد الاقتصاد في المدينة على صيد الإسنفج والذي مارسه المواطنون منذ القدم، إذ يتم اصطياد أفضل أنواع الإسنفج في المنطقة، إضافة إلى اعتماده على الزراعة.. جرجيس فضاء جميل يقيم حلفا مع الطبيعة ليحوله الى حقول مترامية الأطراف من كروم العنب والتين والى غابات كبيرة من الزياتين وواحات كثيفة من النخيل