ألقى اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترومب بإنشاء منطقة آمنة بين تركيا والقوات الكردية شمالي سوريا، بمزيد من الضبابية على المشهد في ضوء الانسحاب الأمريكي من الأراضي السورية. «الشروق» تسلط الضوء على هذه المسألة. تونس (الشروق) كتب ترومب على حسابه في تويتر: «سنقيم منطقة آمنة بعرض 20 ميلا»، في الوقت الذي تبيت فيه أنقرة النية للقضاء على قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة، والتي تشكل وحدات الحماية الكردية عصبها الرئيس. الأماكن التي ستشملها المنطقة كشفت وكالة «الأناضول» التركية خلال مسح أجرته على الشمال السوري أسماء المناطق التي ستشملها المنطقة الآمنة، التي أعلنت تركيا أنها ستتولى إنشاءها على الحدود السورية. وقالت الوكالة في تقريرها، إن المنطقة ستمتد على طول 460 كيلومتراُ، على طول الحدود التركية- السورية، وبعمق 20 ميلا (32 كيلومتراً)، كما ستضم مدنا وبلدات من محافظات حلب والرقة والحسكة. وبحسب الوكالة فإن أبرز المناطق المشمولة في المنطقة الآمنة، المناطق الواقعة شمالي الخط الواصل بين قريتي صرّين شرقي حلب، وعين عيسى في محافظة الرقة. كما تضم المنطقة الآمنة مدينة القامشلي، وبلدات رأس العين، وتل تمر، والدرباسية، وعامودا، ووردية، وتل حميس، والقحطانية، واليعربية، والمالكية في محافظة الحسكة. وكذلك ستضم المنطقة كلاً من عين العرب في محافظة حلب، وتل أبيض في الرقة. «آمنة من الأكراد» أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن مفهوم «المنطقة الآمنة يعني أن تكون آمنة من المقاتلين الأكراد»، الذين يتمركزون حاليا في معسكرات وثكنات على مسافة قريبة جدا من الحدود مع تركيا. وأشار إلى أن المنطقة الآمنة ستمتد من ريف منبج في حلب وصولا إلى الحدود السورية العراقية، تحت مسمى «منطقة حكم ذاتي»، يديرها المجلس الوطني الكردي في سوريا، «على أن تكون تحت أعين الأتراك». وقال عبد الرحمن إن «الولاياتالمتحدة تسعى إلى تسليم كامل منطقة شرق الفرات، وتركها لمصيرها الذي رسمته ولا تزال ترسمه مع تركيا، عبر دفع تركيا لفرض إشرافها الكامل على هذه المنطقة». «حيلة أمريكية» ووصف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ما تقدمه واشنطن للأكراد من وعود بالحماية بأنها «حيلة»، لتأخير أية اتفاقات بين «قوات سوريا الديمقراطية» من جهة، ودمشق وموسكو من جهة ثانية. وأوضح عبد الرحمن أن هدف الولاياتالمتحدة من هذا التأخير، هو الاتفاق على إفساح المجال أمام تركيا للدخول بكل سهولة إلى شمالي سوريا عند انسحابها من قواعدها العسكرية في منبج وشرق الفرات. معارضة روسية سورية كردية بالنسبة للموقف الروسي فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الجيش السوري هو من يجب أن يسيطر على شمالي البلاد. وقال لافروف للصحفيين «نحن على قناعة بأن الحل الوحيد والأمثل هو نقل هذه المناطق لسيطرة الحكومة السورية وقوات الأمن السورية والهياكل الإدارية». بدوره قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، إنّ «سوريا تؤكد أن محاولة المساس بوحدتها لن تعتبر إلا عدواناً واضحاً واحتلالاً لأراضيها». من جهتها أكدت «الوحدات الكردية» أنها لن تقبل بمنطقة آمنة تحت إشراف تركيا، مطالبة بأن تكون المنطقة المقرر إنشاؤها تحت رعاية دولية. مَن ينتشر في المنطقة الآمنة؟ يعتبر مدير المكتب الإعلامي للحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا، عز الدين ملا، أن المنطقة الآمنة هي طرح أمريكي، وتركيا وافقت عليه، وستكون إدارتها أمريكية-فرنسية-تركية.وعن مشاركة قوات بيشمركة روج آفا في حفظ الأمن في المنطقة المُزمع إنشاؤها، بيّن ملا أن هذه القوات تطالب منذ سنوات بالدخول إلى وطنها.وهذه القوات موجودة حالياً في كردستان العراق بسبب خلافات سياسية إذ تُعتبر قوة موالية لخصوم حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تتبع له وحدات حماية الشعب. ويوضح ملا أنه جرى تدريب بيشمركة روج آفا على يد خبراء أمريكيين وفرنسيين وبريطانيين وألمان، ولديها القدرة على حفظ الأمن والأمان في كردستان سوريا، وتم تدريبها لهذا الغرض، وهي مقبولة من قبل جميع الأطراف ومن قبل المواطنين في تلك المنطقة، وتستطيع لعب دور ريادي فيها. موقف سورياوروسيا من المنطقة الامنة تونس (الشروق) ترفض الدولة السورية باي شكل من الاشكال انشاء منطقة امنة تركية في اراضيها وتعتبره انتهاكا صارخا لاراضيها واحتلالا تركيا .وكذلك تعارض روسيا فكرة المناطق الامنة حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في لقاء صحفي ضرورة بقاء المناطق التي ستقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية بالانسحاب منها تحت سيطرة الحكومة السورية. وقال لافروف:»عند انسحاب القوات الأمريكية من سوريا يجب أن تخضع الاسلحة والمناطق والمنشآت العسكرية لسيطرة الحكومة السورية «.وشدد لافروف على أن المناطق التي يتواجد فيها الكرد يجب أن تتحقق فيها جميع الشروط اللازمة. وأضاف بأنه يدعم العلاقات بين الحكومة السورية والكرد.