تونس تمرّ بمرحلة خطيرة جراء سياسة الترهدين (الدهاء السياسي) التي تمارس في وضح النهار بالرغم من أنها مقبلة على محطات هامة في مقدمتها الانتخابات التشريعية والرئاسية وهي سياسة عرفت بها بعض الأحزاب أكثر من غيرها لأن مخلفاتها وضحاياها اثر الثورة واضحة وعالقة بالأذهان. وهي ممارسات تذكرني بفترة ومرحلة مؤتمر الحزب الحر الدستوري الذي انعقد بصفاقس عام 1955 قبل بداية الفتنة اليوسفية التي خطط لها وقادها صالح بن يوسف بدعم وتوجيه وتهييج من جمال عبد الناصر وان سياسة «الترهدين» التي تمارسها لسوء الحظ حركة النهضة مع الأحزاب ومع الحكومة وحتى داخل مجلس النواب هي سياسة خطيرة وأؤكد انها خطيرة وقد مورست علي شخصيا منذ اليوم الأول بعدما يسمى بالثورة وهي ممارسة بالرغم من أنها مؤلمة فإنها مضحكة وذلك ما دفعني لتسميتها بسياسة «الترهدين». وان الشعب اليوم فقد الثقة في الأحزاب إلى درجة النقمة والغضب واليأس. وان أنسى فلن أنسى ما حصل خلال الفتنة اليوسفية والأيادي الخارجية والداخلية التي كانت تلعب في الساحة. وان المطلوب اليوم وقبل أي وقت آخر هو الوضوح وانقاذ البلاد قبل فوات الأوان لأن تونس برجالها ومثقفيها ومناضليها وبشبابها ونسائها وبثرواتها وخيراتها. وإذا كنتم آمنتم بالثورة وبضرورة وقوعها لاصلاح ما فسد فإن المرحلة الحالية والمستقبلية تنتظر منكم موقفا واضحا وحازما لدعم جهود الدولة بصدق وإخلاص بعيدا عن سياسة «الترهدين». عاشت تونس ولا عاش فيها من خانها.