رغما عن أنف الثوار بالصدفة وأحب من أحب وكره من كره من مجالس إدارات شركات نقل انتفاضة شعب لحساب الغير الأجنبي مدفوع الأجر مسبقا. وقبل أم لم يقبل من باضوا وفرّخوا في مفاصل الدولة فتصلبت لهم شرايينها وانقطعت عن الحركة. مازلت مصرّا كعادتي على أنها انتفاضة شعب تحوّلت إلى ثورة البرويطة منذ أن تم الزج بذاك الشاب المسكين المغبون المنسي البوعزيزي يوم أحرق نفسه في سوق الصرف المفيوزي. وأوهموا الشعب بأنه أول زهرة تتفتّح وتبشّر بقدوم الربيع العربي الوافد علينا من أمريكا عبر تركيا والخليج اللاعربي. يومها بدأ الثوار بالصدفة يمتطون برويطة ذاك المسكين ويدخلون أفواجا غزاة لهذا البلد وأعلنوا فيه نظام البرويطة «حاكم يدز وشعب يعيّط». نظام نسي الثوار وتمسّك بالبرويطة والبراوطية ليجعل منهم الطبقة الوسطى إثر تفقيره للطبقة الوسطى. مازلت أذكر على الأقل في جهتي وأنا شاهد عيان مباشرة بعد 14 جانفي 2011 انتصب «أمراء الخلافة» ولاّة يستقبلون الفقراء والمساكين هذا أبعثه للبلدية أو للمجلس المحلي «يبروط» في الحضيرة وذاك أعطه ألف دينار نعم ألف دينار ليشتري برويطة وينصب للحساب الخاص ويكون عينا ساهرة لحساب الإمارة الموعودة إلى أن أصبح البراوطي يتحكم في الوالي ما بالك بالمعتمد والعمدة. وبعد أشهر قليلة نزع البراوطية الحكم من ولاة الخلافة وأصبحوا حكام المدن والقرى بلا منازع. حكم تحوّلت بمقتضاه كل الشوارع والأنهج والأزقة والساحات ملكا من أملاك البرويطة التي تحولت إلى وزارة تشغيل وتكوين مهني في السحقيات. ولك أن تتحدى وزارة التشغيل والتكوين المهني إن شغّلت وكوّنت أكثر مما شغلت وكونت البروية في ثورة البرويطة.