شكّل الإعلان عن حزب "تحيا تونس" الذي شكّلته مجموعة النواب والشخصيات السياسية الداعمة ليوسف الشاهد الأحد الفارط الحدث على المستوى الوطني. فقد تتالت التعليقات وردود الفعل حيال هذا الكيان الجديد، وبعيدا عن ما أثرته التسمية التي اختارها أصحابها من معارضات وانتقادات واسعة، فإنّ السؤال المحوري هو ما سيكون هذا الحزب أو الحركة من تأثير على مستوى الساحة الوطنية والمشهد السياسي، وخاصة مدى قدرته في تحقيق ما تطلبه الديمقراطية الناشئة من توازن سياسي وحزبي قادر على تأمين التعدّديّة وايضا التداول السلمي على السلطة. هل سيقدر "تحيا تونس" على ملء الفراغ الذي تركه تراجع حزب نداء تونس نتيجة ما عرفهُ من انشقاقات وتجاذبات؟ وهل سيقدر على استمالة اعداد كبيرة من التونسيّين والتونسيّات بشكل يجعل منه فضاء يسمح بتشكيل كتلة انتخابيّة يكون لها موقعها بعد الانتخابات القادمة؟ وهل سيقدر هذا المولود الجديد على ضمان نموّه السليم وسط وضع اجتماعي واقتصادي ضاغط وإكراهات كبيرة تُواجه الحكومة التي يدعمها والرهانات الضخمة المطروحة على زعيمها المفترض أي رئيس الحكومة في ظلّ تواصل الأصوات المتخوّفة من توظيف أجهزة الدولة لفائدة مشروع الشاهد الجديد؟ أسئلة كثيرة تُطرح، وربّما سنحتاجُ الى بعض الوقت لمعرفة المآلات الممكنة، فلا شيء يبدو قد استقرّ في المشهد، بل إنّ المؤشرات تُنبئُ بالمزيد من التطورات والمستجدّات. تحيا تونس، كما تمّ التخطيط له وتصوّره وحسب ما رُصد له من مراكز نفوذ ولوبيات داعمة، من المفروض بل من اللازم أن لا يكون مجرّد رقم ينضاف الى قائمة الأحزاب، بل شيئا آخر يقلب المعادلات السياسية في البلاد ويفتح طريقا سالكا لمسألة الحكم في البلاد في غضون السنة القادمة، فهل يجتاز "تحيا تونس" عواصف البداية وآلام الولادة بسلام؟ وهل ضمن له أصحابه سبل ومسالك نموّه الطبيعي أم يأتي مشوّها فيخسرون الرهان وتخسر البلاد فرصة ميلاد كيان بات أكثر من ضروري لتعديل الكفّة في المشهد السياسي؟