حالة من الاستياء والغضب في صفوف أهالي منطقة بيرينو الحدودية من ولاية القصرين، بعد حرمان 120 تلميذا من الدراسة منذ شهر أكتوبر الماضي. القصرين (الشروق) يأتي ذلك بعد منعهم من الإلتحاق بمقاعد الدراسة من طرف أوليائهم بسبب رداءة الطريق الرابطة بين المنطقة المذكورة ومدينة فوسانة. وقد أفاد رضوان عسيلي أحد الأولياء في تصريح ل"الشروق" أن الطريق المؤدية الى المدرسة تعرّض فيها عدد من التلاميذ الى حوادث كادت تودي بحياتهم بسبب الحفر والاحجار والتضاريس الوعرة، لذلك قرّر الأولياء منع أبنائهم من الذهاب الى المدرسة لضمان سلامتهم. وتابع العسيلي أن التلاميذ لا يدرسون الا أيام معدودة خلال فصل الشتاء، بسبب صعوبة تنقل المعلمين مؤكدا ان التلاميذ الذين يلتحقوا بالمدارس الإعدادية، ينقطعون مبكرا عن الدراسة بسبب بعد المسافة ورداءة الطريق، وتهديد الإرهاب والتهريب والحيوانات المفترسة. من جانبه، أفاد أحد المعلمين في حديثه ل"الشروق" أنه انتقل الى التدريس في مدرسة أخرى أقرب إليه مسافة بسبب صعوبة التنقل الى مدرسة بيرينو، مشيرا الى أن كل معلم يأتي للتدريس في المؤسسة المذكورة لا يواصل السنة الدراسية الا وينتقل الى مؤسسة أخرى. تحرّكات احتجاجية وأفاد من جانبه مدير مدرسة بيرينو الأمين المنصوري ان هناك مجهودات حثيثة من قبل إدارة المدرسة المذكورة لإقناع الأولياء بإرسال أبنائهم الى مقاعد الدراسة، وقد تكفّلت إدارة المدرسة المذكورة بتوفير ما يستحقه التلاميذ من كتب وكراسات وأدوات بالشراكة مع عدد من ميسوري الحال والمجتمع المدني بالجهة، لكن ذلك لم يثن الأولياء عن هذه الحركة الإحتجاجية المطالبة بتعبيد الطريق الذي وصفه بدوره "بالكارثي". وقال المنصوري أنه راسل جميع الأطراف المتداخلة على غرار المعتمدية، الولاية، لكن لم يتدخل أي طرف لمحاولة حلحلة هذه الإشكالية، بإستثناء المندوبية الجهوية للتربية بالقصرين، التي حاولت مرارا مع الأولياء لكن دون جدوى. تلاميذ محرومون من الدراسة من جهته، قال المندوب الجهوي للتربية بالقصرين المنصف القاسمي في تصريح ل"الشروق"، انه تم الاجتماع مع الأولياء، في عدّة مناسبات لكنهم رفضوا السماح لاطفالهم للعودة الى مقاعد الدراسة، وتمت مراسلة كل من إدارة التجهيز، الولاية وحتى وزير التربية، لكن لا توجد إجراءات أو برامج عاجلة لتعبيد الطريق، الذي وصفه بدوره بالكارثي وخاصة انه من ضمن المسالك الفلاحية الكثيرة والوعرة بالجهة، وهذا الأمر يتجاوز مندوبية التربية التي تدخلت في تهيئة المدرسة. أما المدير الجهوي للتجهيز والتهيئة الترابية أحمد الميساوي، أفاد "الشروق" انه لا توجد إعتمادات أو برامج عاجلة لتعبيد هذا المسلك وتهيئته بصفة نهائية. وتجدر الاشارة فإن منطقة بيرينو الحدودية تقع على بعد 10 كلم شمال معتمدية فوسانة من ولاية القصرين، وهي منطقة جبلية يقطنها حوالي 300 ساكنا يعيشون ظروفا إجتماعية صعبة وتفتقر الى أبسط مرافق الحياة من طرقات، ماء صالح للشرب وغيرها.