إقبال جماهيري كبير فاق طاقة استيعاب القاعات. وبلغ ذروته نهاية الأسبوع على العملين السينمائيين التونسيين «بورتوفرينا» لإبراهيم لطيف و»دشرة» لعبد الحميد بوشناق اللذين استقطبا آلاف الجماهير خلال أسبوع مما يؤكد عودة الجمهور الى القاعات ورغبته في السينما التونسية والقطع مع ظاهرة الموسمية. تونس «الشروق»: عاشت القاعات السينمائية التونسية في السنوات الفارطة حالة فراغ. إذ لا يقبل عليها الجمهور الا في أيام قرطاج السينمائية. وفي العروض الأولى للأفلام عدا ذلك يهجرها جمهورها ما عدا البعض من روادها الأوفياء للسينما وعددهم لا يتجاوز العشرات . وعلى غير العادة تشهد القاعات السينمائية هذه الأيام في العاصمة وفي بعض الجهات انتعاشة كبيرة. إذ أصبحت تستقطب الجماهير بالآلاف بعد خروج فيلمي «بورتوفرينا» و»دشرة « الى الجمهور في انتظار «فتوى» في شهر فيفري القادم. إقبال على السينما التونسية رغم غلاء أسعار تذاكر بعض القاعات مما يؤكد تصالح الجمهور مع السينما عموما ومع السينما التونسية خصوصا. وهو ما افتقدته القاعات في السنوات الفارطة. ويمكن أن يفسر أيضا هذا الإقبال بنضج الجمهور من ناحية وتطور السينما التونسية وتنوعها من ناحية أخرى بعد أن كانت منحصرة في مواضيع مستهلكة تتكرر من عمل الى آخر.. إقبال كبير على «بورتوفرينا» وبلغ عدد بيع تذاكر «بورتوفرينا « خلال 8 أيام 22 ألف تذكرة حسب ما ذكره ابراهيم لطيف . ويعرض الفيلم حاليا في 16 قاعة داخل الجمهورية وخارجها من ذلك الكوليزاي ومدينة الثقافة والحمراء ولاقورا وسيني جميل وباتاي (6 عروض في اليوم )و في عدد من الجهات على غرار بنزرت وسوسة وصفاقس والحمامات ومنزل تميم . وأكد مخرج العمل ل"الشروق" أن بورتوفرينا لقي رواجا كبيرا لدى الجمهور لأنه وجد فيه «الضحكة « بالأساس و»التنفيسة « على حد تعبيره . وعلى الرغم من اختلاف القراءات حول الشريط بين مستحسن ومنتقد للعمل يقول لطيف إن «بورتوفرينا» نجح في استقطاب الجمهور وفي زرع الابتسامة لدى جمهور السينما مشيرا في ذات السياق الى أن الإقبال بلغ ذروته نهاية الأسبوع في حين سجل تراجعا وسطه. لكنه يبقى مقبولا حسب صاحب العمل الذي أرجع ذلك الى برودة الطقس وسوء الأحوال الجوية حسب تقييمه. ويطرح شريط «بورتوفرينا « قضية التبني بأسلوب غلب عليه الهزل. واستعرض من خلاله ابراهيم لطيف مجموعة من المواقف الاجتماعية بطريقة ساخرة شدت الجمهور خاصة أنه اعتمد على عدد من الوجوه المسرحية الناجحة من بينهم محمد ادريس (الذي يعود بعد غياب عن تونس وعن التمثيل) ووجيهة الجندوبي، وفاطمة بن سعيدان، ومحمد علي بن جمعة، ومحمد السياري، ونجوى زهير، ولطيفة القفصي، ورياض حمدي ومنيرة الزكراوي وفوزية بو معيزة ... وان اختلفت المواقف وتنوعت حول هذا العمل السينمائي الذي يعود به ابراهيم لطيف بدوره بعد غياب دام سنوات وبعد فيلمه هز يا وَز في 2011 « الا أن كل الآراء تقريبا أجمعت حول الابتسامة التي قدمها «بورتوفرينا» لجمهوره مما جعل الإقبال عليه يزيد من عرض الى آخر. دشرة يعرض أمام شبابيك مغلقة وقد شهد شهر جانفي برمجة سينمائية ثرية ضمت مجموعة من الأفلام المنتجة حديثا على غرار «دشرة» لعبد الحميد بوشناق الذي انطلقت عروضه يوم 23 جانفي الجاري. وسبق أن شارك هذا العمل في فعاليات أيام قرطاج السينمائية 2018 والدورة ال40 من مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان فينيزيا. وحصد جائزة أكثر فيلم مرعب في مهرجان بولونيا. هذا الشريط شهد بدوره نسبة متابعة عالية. وهو يعرض حاليا في قاعات الريو و ا بي سي والبرناس ومدينة الثقافة و سيني فوغ واميلكار والمنار ومدار قرطاج وفي عدد من الجهات. وتشير المؤشرات الى أنه قد يحصد مائة الف متفرج خلال الخمسة أسابيع القادمة اذا ما تواصل الإقبال عليه بنفس نسق الأسبوع الأول كما صرح بذلك موزع الشريط قيس زاد الذي ذكر في ذات السياق أنه لا يملك رقما محددا لعدد الجماهير التي واكبت الفيلم باعتباره مازال في أسبوعه الأول. و يعرض فيلم دشرة في القاعات أمام شبابيك مغلقة ويشهد إقبالا كبيرا من قبل الشباب والمراهقين خصوصا وهو مؤشر جيد. اذ أن هذه الشريحة لم تعد تكتفي بالفرجة على وسائل الاتصال الحديثة. وهو ما يعد مكسبا حقيقيا للسينما التونسية.