الفضائيات التونسية واحتقار الأدب ! شاهدت قبل يومين على شاشة القناة الفرنسية الخامسة TV5 برنامجا عن الروائي الفرنسي فيكتور هيغو تحدث فيه مؤرخون وأساتذة نقد في الجامعة ومختصون في الأرشيف وكان محور الحديث فيكتور هيغو وزمنه وحضوره في الصحافة الفرنسية من خلال الكاريكاتير ومواقفه السياسية وحياته العائلية وكل ما يتصل به من قريب أو بعيد . هذا البرنامج الخاص بواحد من ألمع كتاب العالم وليس فرنسا فقط ذكٰرني بتجاهل الفضائيات التونسية على كثرتها للأدب اذا استثنينا برنامجا يتيما تقدمه القناة الثانية للتلفزة التونسية وتستضيف فيه قصاصين وروائيين .! فإلى وقت قريب كان عدد من الأدباء التونسيين ينتجون ويقدمون برامج على القناة الوطنية الأولى والثانية مثل المرحوم سمير العيادي وهشام بوقمرة وآدم فتحي ومحمد العوني وحسن بن عثمان وألفة يوسف وعروسية النالوتي ولكن لا أحد اليوم من هؤلاء ولا من غيرهم من الأدباء التونسية له حضور في الفضائيات التونسية التي تحتقر الأدب والأدباء . وليس الأدباء الغائبون فقط بل البرامج الأدبية أيضا وحتى البرامج الثقافية القليلة مثل جمهورية الثقافة لا توفر له إدارة التلفزة الإمكانيات التقنية اللازمة فعلى الرغم من تعدد النوادي الأدبية في العاصمة وخارجها والتي تنظم أنشطة أسبوعية أدبية مثل المكتبة المغاربية ببن عروس ونوادي اتحاد الكتاب التونسيين وبيت الشعر وبيت الرواية ودار الثقافة ابن خلدون ودار الثقافة ابن رشيق والنادي الثقافي الطاهر الحداد وغير ذلك لا نجد أي حضور لهذه الأتشطة على فضائياتنا التونسية وهو ما يؤكد سقوط الاعلام المرئي في ثقافة " البوز " و الإثارة أما المواضيع والقضايا الجادة فليست من مشمولات فضائياتنا !