تمكن امس الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من السيطرة على مدينة الزاوية التي تبعد اقل من 50 كلم على العاصمة طرابلس فيما تشير مصادر عسكرية الى ان حفتر يخطط لحسم معركة طرابلس المعقل الاخير لجماعات الاخوان وتيارات الاسلام السياسي . طرابلس (وكالات) واكدت تقارير ديبلوماسية عربية ان قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر يعد العُدّة لحملة عسكرية محتملة على العاصمة الليبية طرابلس، التي تقع تحت سيطرة حكومة الوفاق الوطني المناوئة له. وعقد حفتر عدة اجتماعات مع كبار ضباطه لمناقشة خطة «تحرير طرابلس من الميليشيات» في النصف الأخير من الشهر الماضي، بحسب مصدر من الجيش الوطني الليبي . وبحسب نفس المصادر فإن قوات حفتر تخطط لدخول طرابلس من محورين رئيسيين؛ الأول من الشرق، حيث يتمركز اللواء السابع الذي اقتحم طرابلس في العام الماضي وخاض معارك ضد الميليشيات المناوئة، انتهت باتفاق هدنة برعاية الأممالمتحدة في سبتمبر 2018. أما المحور الثاني للحملة سيكون من الغرب، بعد تأمين تحالفات مع القبائل المحلية. وأضافت المصادر أن قوات حفتر عززت تواجدها في المنطقة الغربية، ووصل عدد معسكراتها هناك إلى ثمانية، من أجل تجميع القوات بالقرب من العاصمة. وتُستخدم القواعد العسكرية في غريان، والعزيزية، والوطية لتدريب المُجندين الجُدد. طرحت سيطرة ضباط وجنود ليبيين على معسكر "السلعة" في مدينة الزاوية امس أسئلة مهمة حول مستقبل المدينة التي كانت تعد إلى وقت قريب "معقل قوى الإسلام السياسي والإخوان المسلمين". وتؤكد مصادر ليبية أن الوضع في المدينة التي تبعد عن العاصمة طرابلس 48 كم فقط، بات يميل بجملته لصالح الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، خاصة وأن أهالي المدنية يلتفون حولهم، وأن الضباط والجنود والقوى المساندة التي تؤازرهم وجهوا نداءات للمسلحين في المدينة وأفراد الميليشيات للانضمام إلى "الجيش الذي سيوحد ليبيا". وبين المتحدث باسم الجيش العقيد أحمد المسماري الأربعاء، أن المنطقة العسكرية في الزاوية مستعدة لتنفيد أوامر القيادة العامة، ما يشير إلى أن انضواء عسكريي الزاوية تحت لواء القيادة العامة بات رسميًا. وأردف المسماري تصريحه باجتماع موسع مع آمر المنطقة العسكرية في الزاوية العميد محمد اطحيش، حيث ناقشا خلاله تطورات الوضع في منطقة الزاوية الممتدة من المايه إلى راس جدير "نقطة الحدود مع تونس". وزاد من قوة هذا التحرك، أن قبيلة أولاد صقر "أكبر قبائل الزاوية" أعلنت ولاءها للقيادة العامة. ويلخص مصدر من قبيلة أولاد صقر الوضع في مدينة الزاوية بأنه "تحت السيطرة بدعم الأهالي، وبانتظار أن تنجح مساعي إعادة المسلحين إلى الصف الوطني". و قال محمود المصراتي الخبير السياسي الليبي إن القوات المسلحة الليبية تخوض حربا على عدة جهات في ليبيا. وتابع قائلا إن التحام الكتائب في الغرب بالقوات المسلحة الليبية يمثل أهمية كبرى، خاصة أن الكتائب الموجودة في الغرب كانت شبه خاملة، وأن منطقة طوق الحمادة تمثل أهمية كبرى، كما أن طوق العاصمة سينضم إلى القوات المسلحة خلال الأيام المقبلة، ويبدأ من الزاوية وصرمان وترهونة، حيث يتم العمل على إعلان منطقة غريان انضمامها للقوات المسلحة، وأن التحركات الحالية تهدف للسيطرة على العاصمة الليبية عبر حمايتها من كافة الجهات، الأمر الذي يسهل تسليمها للقوات المسلحة دون قطرة دم واحد.