رغم مرور أكثر من قرنين و نصف على رحيله مازالت موسيقاه الأكثر شهرة واستماعا في العالم، وخصوصا سمفونيته الأربعين المعروفة ب»مولتو اليقرو « (Molto Allegro) أي الممتعة أو المبهجة للغاية. يعرف بموزار ولكن اسمه الحقيقي جوان كريسوستوموس فولفاغانغ تيوفيلوس موزارت. وكان يسمي نفسه «غانغفلو" أو "ترازوم" أو "امادي". ولم يعرف اسمه الحقيقي إلا بعد وفاته. يعتبر موزار من أشهر الموسيقيين العالميين المعترف لهم بالموهبة العالية والقدرة العبقرية على الإبداع. ولد سنة 1756 في سالزبورغ بالنمسا و توفي سنة 1791. وبدأ تأليف قطع الموسيقى وهو في سن الخامسة. و كان والده يدون تلك القطع على الورق ومنها Andante (K. 1a)و Allegro in C (K. 1b). ويقال إنّ موزار كان مرهف الإحساس وقلبه رقيقا جدا. وكان يعشق النساء فعندما أحيا حفلا أمام ملكة إيطاليا قام بتحيتها وقبلها في رقبتها. وكان يقبل أي امرأة تصادفه حتى الخادمة وذالك يدل على مدى رقة إحساسه ورقة قلبه ومشاعره الفياضة التي كانت سببا رئيسيا في إبداعه. ويعود غرام موزار بالموسيقى الى والده الذي يعتبر مؤلفا موسيقيا ثانويا. اذ كان يشغل مفوضاً لإدارة الأوركسترا لدى رئيس الأساقفة في سالزبورغ. وقد ألف كتاباً ناجحاً عن آلة الكمنجة. وما لا يعرف عن موزار أنه لم يكن يتميز بالأذن الحساسة فقط، وإنما بذاكرة قوية تستحضر عددا كبيرا من الصور والمشاهد بأدق تفاصيلها. وهي خاصية عرفت بها شخصيات أخرى "كنابوليون بونابارت"، وبطل الشطرنج الروسي "كاسباروف"، والرسام "كلود موني". كما كان قادرا على قراءة أية نوتة موسيقية من النظرة الأولى. وكان قادرا على العزف حتى قبل أن يتعلم القراءة والكتابة والحساب، حتى أنه عزف في سن الرابعة عشرة من عمره le Miserere d'Allegri . وهي مقطوعة دينية معقدة تستغرق 15 دقيقة . ولم يكن قد سمعها أكثر من مرتين. وبرع موزار في كافة أنواع التأليف الموسيقي تقريباً, منها 22 عملاً في الأوبرا و41 سيمفونية. واتسمت كثير من أعماله بالمرح والقوة. كما أنتج موسيقى جادة الى درجة بعيدة. ومن أهم أعماله السمفونية رقم 40 (مولتو اليقرو) ورقم 41 (جوبيتر) ودون جوفاني والناي السحري.