ليلة السبت 12 جويلية سيكون موعدا للثلاثي الاخاء.. والعطاء.. والتبرعات. السهرة الرائعة.. الليلة الكبيرة.. والحلم البهي.. السبت وصلة جديدة من زخارف مهرجان الجم الدولي للموسيقى السنفونية وعشاق استشناتي مع ابداعات موزار ومع روائع الحان سالزبورغ مولد هذه العبقرية.. فالجم شبيهة بتلك المدينة... الجم هي «سالزبورغ» التونسية قطعة من سنفونية اخرى. هذه الايام عندما تطأ اقدامنا مدينة الجم الخالدة ينبسط امامنا لون جديد من الطبيعة حيث تزدوج روعة التاريخ والآثار بزرقة السماء العائمة في الافق البعيد وتغمرنا ابتسامة الصبايا بالسعادة وترحب بنا في افق بعيد، حيث قابلتنا لافتة كبيرة تعلمنا بانطلاق الدورة 23 من لمهرجان الجم السنفوني... ليتواصل على مدى الف ليلة وليلة. السيد مبروك العيوني لم يدخر جهدا ليروي تربة الجم الندية من عرقه ويجعل للفن الراقي البهي مكانا فيها. في فترة المهرجان السنفوني تمتلأ الشوارع بالاعلام وتطلى الجدران بطلاء بهي ويزين الركح بالزبر المصنوع من لؤلؤة التاريخ.. في فترة العرس الكبير... في ليلة الفضائل يتأنق الناس في أبهى لباس وتتحلى النساء.. ويتعطرن وتبتسم الوجوه والعيون معا.. ليبدأ الحلم الذي يدوم... ويدوم.. فما احلى وأجمل السماء وقد زينتها النجوم... في أنهج الجم... في ازقتها الضيقة... في بيوتها يوجد التاريخ.. ويورق الفن.. وتعبق الموسيقى.. ومنها تأخذ رائحة المهرجان عطر كل الدنيا... في الملكي... ليلة مملوءة احلاما ونشوة.. موسيقى.. فن وطبيعة اتلي تنزل مباشرة من السماء.. كل الناس في الجم يبتسمون.. يرقصون ويغنون.. كل الخلائق يستمعون الى الموسيقى.. فعندما يعزف اوركسترا فيينا الحان موزارت في مسرح الجم الروماني يسود الصمت وترتعش القلوب ويتدفق الدم حارا في العروق.. يصحو الشباب.. ويتوقف الزمن... وعلى الحان الدانوب الازرق وشتراوس تتمايل الرؤوس وتلمع النظرات.. وينزل الزوار نساء ورجالا.. فتيانا وصبايا من المدارج للرقص في باحة القصر العظيم.. وينثرون الزهور بل ويضحكون من الاعماق... عندما تعزف الموسيقى ويسود الصمت يشعر المرء بالصفاء والجدل.. طيلة ايام المهرجان تعبق العطورات الآسرة ويلبس الجميع بدلات السهر.. وتلمع الجواهر في رقاب النساء ومعاصمهن... ويتفتح الجمال ويسرع الجميع الى المدارج الرومانية للاستمتاع بآيات الموسيقى العالمية مثل «ذهب الراين» ومالكيوي... والتوسكا... في الجم دون سواها يلتقي الشعر بالفن ويحلو السهر... واذا كانت مدينة سالزبورغ النمساوية قد شهدت مولد العلامة الموسيقية موزارت واقتطعت من ربيعها اسبوعا فنيا ليكون هذا الذي استلهم من جمال وبهاء موطنه وحسن صباياه اعذب الالحان حاضرا في ذاكرة النمساويين والالمانيين المتأخمة حدودهم مع سالزبورغ.. فان الجم اقتطفت من زهور موزارت لتنمق بها لياليها الصيفية وتجعلها مدوّنة عشق خالدة يطوف بها سنويا شهريار في كل شبر من الجم بحثا عن فلته شهرزاد... تذكروا جيدا مدينة نطقت بها الاحجار وتعالوا اليها لتعيشوا أروع لياليها... 12 جويلية دون شك موعد خاص للعزف والتبرعات.. للاغراء... والاصغاء... هي فصول وردية وترنيمة صفاء...