من يقول جان جاك روسو يقول العقد الاجتماعي ، وهو اشهر كتاب او نظرية في تاريخ الفكر السياسي الأوروبي في فهم العلاقة بين الحاكم و المحكوم ، في حين ان روسو لم يكن منظرا او فيلسوفا فحسب بل كان روائيا و موسيقيا حتى انه عمل مدرس موسيقى وكتب روايات عن الموسيقى أشهرها « أوبرا عراف القرية». ولد روسو في جنيف سنة 1712 و توفي في 1778، وهو كاتب وأديب وفيلسوف وعالم نبات يعد من أهم كتاب عصر التنوير، وقد ساعدت فلسفته في تشكيل الأحداث السياسية، التي أدت إلى قيام الثورة الفرنسية حيث أثرت أعماله في التعليم والأدب والسياسة . استطاع روسو كسب المال من خلال عمله في الموسيقى والتّدريس والسّكرتاريا، وأصبح ملمّاً بالفنون الدراميّة وكذلك اللغة اللاتينيّة، وفي عام 1742 انتقل إلى فرنسا رغبة منه في أن يُصبح ملحناً وموسيقيّاً وتَقدّم إلى الأكاديميّة الفرنسية للعلوم بنظام جديد للترميز الموسيقي، إلا أنّ طلبه قوبل بالرّفض، ولكنّ روسو استمرّ في حبّه للموسيقى حيث قُدّم عمله الموسيقي المشهور (Le devin du village) للملك لويس الخامس عشر في عام 1752م، واستطاع أن يصبح سكرتيراً للسّفير الفرنسيّ في البندقيّة . في عام 1750 نشر روسو أول أعماله الرئيسية Discours sur les sciences et les arts الذي أثبت فيه أن الانسان معطوب من قبل المجتمع والحضارة ، ثم عاد بعده إلى جنيف لإتمام عمله الرئيسي الثاني Discours sur l›origine et les fondements de l›inégalitéparmi les hommes وهو كتاب عن الأصل وأساس عدم المساواة بين الرجال. و في أفريل 1762 نشر روسو عمله الشهير العقد الاجتماعي، أو مبادئ الحق السياسي Du contrat social ou Principes du droit politique، أعقبه ب Emile, ou De l'éducation. قضى روسو أيامه الأخيرة في جمع العينات النباتية، وتعليم علم النبات و الموسيقى . يمكن إجمال أفكار روسو في عدة محاور من خلال ما صدر عنه من أقوال وأعمال أدبية ورسائل اجتماعية، ومن أبرز أفكاره اعتبار المجتمع والملكية الخاصة من أسباب الظلم الاجتماعي وعدم المساواة، اضافة الى إبرازه أسباب شيوع الفساد في الأفراد وميلهم إلى التصرف بعدوانية وأنانية ، و انتقاد المبادئ الأخلاقة المزيفة التي كانت سائدة في مجتمعه . كما تحدّث عن أهمية الإمساك بزمام الأمور فيما يتعلق بأفكار الأطفال وسلوكياتهم و كان يعتقد بأن الناس ليسوا مخلوقات اجتماعية بطبيعتهم وأن من يعيش من الناس على الفطرة فإنه يكون معزولاً عن المجتمع . و قام روسو في كتابه العقد الاجتماعي بطرح العديد من الأفكار الخاصة بحقوق المواطنين والحكم، كما بين فيه أن المؤسسات الحكومية لها سبب مباشر في تدمير حياة الإنسان، وتكلم عن مستقبل الجنس البشري وكيف أنه سينحط مع مرور الزمن إذا لم يرجع الناس إلى الطبيعة ويعملوا بالأسس والنظم الاجتماعي .