هي موطن حشاد وعاشور، هي لؤلؤة مكنونة في حوض البحر الأبيض المتوسط ..هي لوحة فسيفسائية طبيعية تخفي وراء رمالها الصفراء وبحرها الصافية الزرقاء معاناة وقساوة لا يعرفها إلا من ركب البحر وزارها ليستظل بنخيلها الباسق . تكلفة الحياة في جزيرة قرقنة لا تضاهيها تكلفة، فمصاريف نقل المواد الغذائية أو مواد البناء وغيرها يتكبدها أهالي الجزيرة ..، التنقل من وإلى الجزيرة يعد امتحانا لا يقدر عليه إلا من آمن أنه " ابن الجزيرة " وعليه أن يسارع ليضم صدر أمه قرقنة .. مع هبوب كل رياح، تتعطل الحياة بتعطل اللود – البطاح – الرابط بين يابستي صفاقسوقرقنة، وتدخل الجزيرة في عزلة لا تفكها إلا الطبيعة إن شفقت على مريض وسقيم وعاجز.وطالب علم وموظف وبحار يصارع الأمواج من اجل لقمة عيش. قرقنة خريفا وشتاء قاسية ..ربيعا وصيفا جنة من جنان الرحمان الذي وهبها جمالا طبيعيا نادرا ومنحها التاريخ حضارة ضاربة في عمق البشرية أفسدتها سياسات متعاقبة رفضت «قنطرة» تربط لؤلؤة تونس بكامل تونس الخضراء ..قنطرة قد تغير وجه الحياة وتحول الجزيرة إلى قطب سياحي عالمي ..لكن قبل ذلك، قنطرة ترفع معاناة وقساوة لا يعرفها إلا من ركب « اللود « وتناول " القلًيط" وهو خبز البحارة المجفف الذي يلخص وحده معاني التأقلم مع المعاناة.