لندن (وكالات) رسم معهد بريطاني سيناريوهات متعددة لما سيحدث بدول المنطقة للعام الجاري، في ظل قرار أمريكا تخفيف وجودها العسكري بالشرق الأوسط، متنبئًا ب»وفاة» صفقة القرن للسلام وانفراج أزمتي اليمن وليبيا. وتوقع معهد «تشاتشهام» الملكي في بريطانيا، عبر تقرير نشره اول امس، أن «تستمر الأزمة بين قطر والدول الخليجية، وأن تتواصل العقوبات الأمريكية على إيران، وأن تتصاعد المخاوف من اندلاع حرب بين الكيان الصهيوني وإيران». وقال إنه «بالنسبة لآفاق اندلاع نزاعات جديدة في المنطقة، هناك مخاوف متصاعدة من أن يؤدي أي تصعيد مفاجئ إلى حرب شاملة بين إسرائيل من جهة وإيران وعملائها في سورياولبنان من جهة أخرى»، لافتًا إلى أن «الحرب في اليمن وليبيا تتجه إلى الانتهاء؛ بعد أن أبدى الفرقاء المعنيين وداعميهم استعدادهم أواخر العام الماضي، للعمل على تسوية النزاع»، مشيرًا إلى أن «المفاوضات هذا العام قد تؤدي إلى اتفاقيات بشأن تسوية للتوصل إلى حل لإنهاء الكارثة الإنسانية الكبيرة في اليمن». واضاف المعهد ، «تعلمنا درسًا مهمًا من ما يسمى ب (أحداث الربيع العربي)، وهو أن مثل هذه الانتفاضات المفاجئة يمكن أن تؤدي إلى نتائج لا يمكن التنبؤ بها كليًا»، منوهًا إلى أنه «من المهم أن نشير إلى أن أكثرية الدول في منطقة الشرق الأوسط ستشهد فترات عادية في السنوات المقبلة، بصرف النظر عن فشل الدولة والاحتقانات الداخلية». وذهب التقرير إلى القول، إن «دول المغرب العربي ستواصل جهودها لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، في حين ينبغي على الجزائر أن تتوصل إلى حلول لموضوع الخلافة الرئاسية، وستبقى تونس مثالًا ملهمًا في التحول الديمقراطي في المنطقة». وتوقع أن «تشهد مصر استقرارًا سياسيًا ونموًا اقتصاديًا، في حين لن تكون هناك أي أزمة في الأردن الذي يدعمه حلفاؤه وأصدقاؤه على أساس أنه بلد ذو قيمة عالية لهم، وسيحاول لبنان تخطي أزماته السياسية والاقتصادية بعد تشكل حكومة جديدة».