كشفت الزيارات الميدانية للخبير الفرنسي الذي استقدمته الجامعة التونسية لكرة القدم عن الحالة الكارثية لأغلب ملاعبنا، بعد ان كشفت تقاريره ضرورة اعادة تعشيبها بالكامل ولم يخرج هذه التقارير بنقطة ايجابية باستثناء ملعب القيروان الذي تحصل على شهادة صلوحية على مستوى العشب. هذا الكشف يؤكد ان عملية صيانة ملاعبنا لم تخضع للمواصفات المطلوبة لعدة اسباب منها الاهمال والتلاعب بالصفقات خاصة وان اكثر من ملعب تمت صيانته مؤخرا بعد غلقه وعاد في حلة لا تقل قتامة عما كان عليه مثلما هو الحال في ملعب 15 اكتوبر ببنزرت والذي كشف تقرير الخبير الفرنسي ان الاعشاب الطفيلية اتت على 95 بالمئة من اجزائه وتربته ملوثة بالكامل ونصح بإعادة تعشيبه بالكامل بعد اغلق لمدة طويلة من اعادة تهيئته، ليعود الينا بمثل هذه المواصفات السلبية. وهو ما يطرح عدة اسئلة عن الاسباب التي ادت الى هذه الحالة التي اصبحت عليها ملاعبنا، فهل ان عمليات الصيانة التي تتم كل سنة هي مجرد «ترقيع» فرضتها ضعف الامكانات المادية للبلديات؟ ام ان هناك تلاعبا في الصفقات المبرمة انجر عنها غش في عملية الصيانة؟ ام ان ليس لدينا مختصين في عملية تعشيب الملاعب؟ اسئلة عديدة طرحناه على بعض رؤساء الجمعيات ومدير الحي الوطني الرياضي فكان هذا التحقيق. عادل الزرمديني (مدير الحي الوطني الرياضي) ضعف الامكانيات وغياب مراقبة الشركات ما حصلت اليه حالة ملاعبنا يعود الى عدة اسباب منها ضعف امكانيات البلديات التي تشرف على صيانة الملاعب، اضافة الى غياب مراقبة الشركات خاصة واننا في تونس ليس لدينا شركات قوية مختصة في تعشيب الملاعب. ونحن في الحي الوطني الرياضي واجه ملعب رادس ضغوطات كبيرة من الرزنامة ناهيك وانه الملعب الاكثر استغلالا في العالم، ففي ظرف 4 أشهر فقط احتضن 40 مباراة كاملة وهذا من شأنه ان يؤثر على ارضيته مهما تعددت تدخلات صيانته. وحتى زيارة الخبير الفرنسي ومطالبته بإعادة زرع تربة جديدة يعتبر من الحلول الجذرية ونحن نعرفها من قبل لكن عامل الوقت يقف حاجزا امام القيام بهذه العملية في غياب ملعب آخر يتحمل العبء. واعتقد ان الحل بالنسبة الينا في الحي الوطني الرياضي هو تأهيل ملعب اخر حتى نتمكن من الصيانة في ظروف ملائمة ودون ضغوطات. محمد جليّل ( نائب رئيس النادي الصفاقسي) لا بدّ من تغيير العقلية من اهم الاسباب التي آلت اليها حالة ملاعبنا اليوم هي ضعف ميزانيات البلديات وغياب الخبرة لدى المقاولين المشرفين على تعشيب الملاعب اضافة الى نقص المعدات. وفي صفاقس بالذات توصلنا الى صيانة ملعب الطيب المهيري حسب الامكانات المتاحة والفضل يعود الى وزير الرياضة السابق طارق ذياب الذي دعّم ميزانية صيانة الملعب، وهو ما يؤكد انه لا بدّ من تغيير عقلية المشرفين على صيانة الملاعب والتعامل مع المنشآت الرياضية على انها مكسب يجب ان يدوم استغلاله عوضا عن البحث عن حلول عاجلة ووقتية دون افادة. ولا بدّ من التعامل بجدية مع ملف صيانة عشب الملاعب لان الحلول الترقيعية خسائرها اكثر من فوائدها. جلال بن عيسى (رئيس الملعب التونسي) نقص في الخبرات والحل في الشركات المختصة تأكد بالواضح بعد زيارة الخبير الفرنسي لملاعبنا اننا لا نملك خبرات في صيانة الملاعب، لذا فكل بعد عملية صيانة تعود حالة ملاعبنا الى ما كانت عليه في السابق. ولذا فان المطلوب اليوم هو التعامل مع شركات مختصة ومراقبين لها مع توفير الامكانيات الضرورية من موارد مالية ومعدات وتوفير نوعية خاصة من العشب تتماشى ومناخنا الطبيعي حتى نضمن جودة لأرضية ملاعبنا ونبتعد عن الحلول المؤقتة التي لم تجد نفعا، كما لا بدّ ان تكون الصيانة دورية ومرتين في العام وبذلك نضمن جودة العشب في ملاعبنا ونجنّب الاندية مشاق البحث عن ملاعب اخرى وما ينجر عنه من مصاريف اضافية هي في غنى عنها في هذا الظرف بالذات. غسّان المرزوقي (رئيس مستقبل قابس) الحلول الترقيعية سبب البلية منذ اشرافي على قيادة هيئة مستقبل قابس وفي ظرف 4 مواسم اغلق ملعبنا 4 مرات وعانينا الكثير من جراء هذا الغلق، والى حدّ الان حالة عشب ملعبنا سيئة للغاية، في غياب الحلول الجذرية، لان الحلول الترقيعية زادت الامور تعقيدا في غياب معايير مضبوطة، وحتى الذين يتحدثون عن ضعف الامكانات المادية لصيانة الملاعب اقول لهم ما يتم صرفه كل موسم على «الترقيع» كاف لإعادة تهيئة الملعب من جديد شرط وضع معايير مضبوطة وقوانين تنظم عمل الشركات المختصة في الصيانة والاصلاح والاعتماد على نوعية جيدة من العشب حتى لا نبقى في كل مرة امام نفس المشاكل وفي كل موسم يغلق الملعب. المطلوب من الجميع التفكير بجدية في ملف تعشيب الملاعب ورصد ميزانية واضحة لحل هذا الاشكال نهائيا.