بات من الواضح أن حملة التصفيات للقادة المتشددين في تنظيم النصرة الإرهابي في ادلب ومحيطها ، ماهي الا محاولة تركية – أمريكية ،لتعزيز صورة جبهة النصرة الإرهابية عبر أدواتهم الإعلامية ،وحملة التصفيات هذه والمتزامنة مع تمدد النصرة الإرهابية في ادلب ومحيطها، ما هي الا نقطة البداية لتعويم جبهة النصرة الإرهابية من جديد، هكذا يقرأ معظم المتابعين، فتركياوأمريكا تسعى اليوم إلى تبييض صورة جبهة النصرة «فرع تنظيم القاعدة بسوريا» من خلال إظهارها كطرف معتدل يحمل مشروعاً إسلامياً معتدلاً ويمثل طيفاً من الشعب السوري وذلك من خلال دمجها كقوة مسيطرة مع ما يسمى ببقايا المعارضة المعتدلة «في ادلب ومحيطها . واليوم ،من الواضح أن مسعى «تركيا - أمريكا» لإعادة تعويم جبهة النصرة من جديد، قد ينجح مرحلياً ببعض المناطق بشمال سوريا «عمق ادلب « ، وهذا النجاح لن تسقط مفاهيمه ، على المدى المتوسط والبعيد ،ف المعارك الكبرى التي من المنتظر أن ينجح بها الجيش العربي السوري في تحرير مساحات واسعة من مناطق ريف حماة الشمالي والغربي واللاذقية الشمالي الشرقي وحلب الجنوبي الغربي ،والتي هي بمعظمها تخضع لسيطرة جبهة النصرة، ستسقط أي مشروع تركي – أمريكي ،لخلط الاوراق بمجمل المعادلة العسكرية في الشمال السوري ، وموضوع تعويم جبهة النصرة الإرهابية ، يتم التعامل معه من قبل الدولة السورية ،بمنطق الحرفية والعمل الاستخباراتي المسبق ، ف بمجرد تحرير الجيش العربي السوري لمحيط ادلب الاستراتيجي « مثلث ريف حماه الشمالي الغربي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي وحلب الجنوبي الغربي» ستنهار باقي الجبهات بادلب وعمقها سريعاً . وعند الحديث عن محيط ادلب ، فهذه الجبهة شهدت معارك كبرى وخصوصاً ببلدات تتصل جغرافياً بعمق ادلب الاستراتيجي، فهناك وعلى مشارف بلدات جسر الشغور واريحا وسراقب وخان شيخون وغيرها «بعمق ادلب وريفها» دارت معارك كبرى، ويبدو واضحاً من أن تصعيد معارك الجيش العربي السوري في عموم هذه المناطق في المستقبل القريب ، سيكون له أثر كبير على وأد المشروع التركي – الأمريكي قبل ولادته.