عاصمة الفاطميين ترثي تراثها تختزن عاصمة الفاطميين كنوزا أثرية ضاربة في عمق الحضارات البعيدة التي تعاقبت على البلاد التونسية بعضها تحوّل إلى «مزارات» يؤمّها المواطنون، والسيّاح من كلّ فجّ عميق، في حين بقيت مواقع أخرى عرضة للنّهب، والسّرقة تنتظر من ينفض عنها غبار «النّسيان» حتى تستعيد ألقها، ونبضها الضاجّ بالحركة. فعلى الرغم من المجهودات المبذولة من قبل المعهد الوطني للتراث لحماية المواقع، والمعالم الأثرية، إلا أن عديد المواقع الأخرى خاصة تلك التي تم اكتشافها مؤخرا على غرار مصلّى يحتوي على نقائش تعود إلى العهد الزيري بمنطقة العالية، و»دواميس» «غار الضبع» الراجعة إلى الحقبة الرومانية بسلقطة لم تحظ بالحماية الكافية مما أتاح الفرصة أمام «العصابات» المنظمة لنهبها، وتهريب قطعها النفيسة تحت جنح الظلام دون حسيب، أو رقيب. إن تثمين الموروث التاريخي، والحضاري العريق للبلاد يستدعي أولا وعيا مواطنيّا عميقا بأهمّيته، وقيمته في حياة الشعوب، وثانيا اهتماما خاصا من قبل أجهزة الدولة التي من المُفترض أن ترصد له ميزانية محترمة، وموارد بشرية متخصّصة في الحفريات، والحراسة من أجل حمايته، وإدماجه في المسالك السياحية، واستغلاله على المستوى الاقتصادي، والتجاري.