بعد جانفي «الهادئ» شهد النصف الثاني من فيفري عودة الحراك الاجتماعي في مناطق غرب البلاد، الحوض المنجمي وجندوبة، وتنذر الأيام القليلة القادمة باستمرار هذا الحراك بأشكال مختلفة. تونس(الشروق) هذه العودة انطلقت عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك حيث تنظّم عمّال المناجم بشكل عفوي حول جملة من المطالب ونفّذوا وقفة احتجاجية في دار الاتحاد ثمّ التفّت النقابات حول هذا التحرّك الاحتجاجي وتوقّف انتاج الفسفاط في الرديف والمتلويّ والمظيلة يوم السبت الماضي. وتم يوم الثلاثاء الماضي عقد مجلس قطاعي ضم جامعة المناجم (الفرع الجهوي) والاتحاد الجهوي للشغل والكتّاب العامين للنقابات الأساسية للمناجم وتم اعلان مهلة تستمر الى غاية 5 مارس القادم وبعدها ستعود الاحتجاجات الى الحوض المنجمي على حد قول بوبكر العكرمي عضو التنسيقية الوطنية للحركات الاجتماعية. يقول العكرمي ل"الشروق" إنّ «التحرك في البداية لم يكن مؤطرا وكان منطلقه تحركا عفويا للعمّال عبر الفايسبوك باعتبار ان القوانين لا تستجيب الى وضعياتهم المهنية والاجتماعية وبعد تنظيم تحرك احتجاجي ميداني انضمّت النقابات وتبنت مطالب الغاضبين ثم تم إقرار مهلة الى غاية 5 مارس المقبل واذا لم يتم التفاوض حول مجمل المطالب المتفق عليها سيعود الحراك الاحتجاجي وقد يكون اكثر حدة هذه المرة». مطالب من المطالب التي ينادي عمّال المناجم بتحقيقها التسريع في الجانب الترتيبي من المفاوضات الاجتماعية وادماج الزيادات الأخيرة في الاجر الأساسي على غرار جميع القطاعات ومراجعة القانون الأساسي للشركة مع تحيين سلم الأجور وتعميم وصولات الاكل على جميع العمال مع افضلية لاصحاب الحصتين ومراجعة كل المنح وهي منحة الحليب المتراوحة بين 4 و5 د ومنحة الحضور المقدرة ب80 مي يوميا ومنحة العمل الليلي ومنحة السكن والكهرباء واحتساب بقية المرابيح مع تحديد موعد لصرف منحة المرابيح لكل سنة وادراج منحة عيد الفطر ومنحة الخطر ومنحة العمل بالجنوب والإسراع في القروض الاجتماعية مع مراجعة نسبة الفائض مع المطالبة بترفيع نسبة قروض السكن تماشيا مع الغلاء المشط لاسعار المساكن. وعلى غرار الحوض المنجمي اطلق نشطاء جندوبة «هاشتاغ» اول تحت عنوان «جندوبة تريد تنمية حقيقية» وثانيا تحت عنوان «شغل حرية تنمية جهوية» هاجموا فيه مختلف الصفحات الرسمية لمؤسسات رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والبرلمان وذلك طيلة اسبوعين ولاقت الحملة تفاعلا كبيرا من قبل مستخدمي فايسبوك لينطلق اول تحرك ميداني يوم اول امس الأربعاء وذلك بنصب خيمة اعتصام امام مبنى الولاية طلبا لعقد مجلس وزاري خاص بولاية جندوبة لطرح مجمل الملفات المطلوب معالجتها بشكل عاجل او استراتيجي. سيناريو السترات الصفراء حول هذا الحراك تحدث حسيب عبيدي عضو التنسيقية الوطنية للحراك الاجتماعي ل"الشروق"موضحا ان «هذا الحراك يتم تحت راية ،جندوبة تريد ،أيا كانت اختلافات الفاعلين في هذا الحراك ونحن لا نطلب سوى مجلس وزاري خاص بالجهة للنظر في البنية التحتية والانتدابات في الإدارات المحدثة وحول الماء الصالح للشرب والمستشفى الجهوي بغار الدماء ومركز مجابهة الكوارث الطبيعية وغيرها من الملفات». كما قال عبيدي انه تم الاتفاق على التحرك الجماعي الأربعاء القادم وتواصل الاعتصام الى غاية تجاوب السلطات مع هذا الحراك. علما وان جندوبة شملها مؤخرا تغيير الوالي وذلك اثر أزمة محتشد الرقاب حيث تم نقلة والي جندوبة لتولي منصب والي جديد لسيدي بوزيد وتم يوم امس تنصيب وال جديد في جندوبة. ويعدّ تحرك جندوبة الأول من نوعه في تونس إذ هو مسبوق بحملة إعلامية تولاها النشطاء على مدى أسبوعين ثمّ خرجت نواة تحرك ميداني مرفوق بتحركات احتجاجية أسبوعية منتظمة شبيهة بتحركات السترات الصفراء الفرنسية. والاسابيع المقبلة منفتحة على تطورات في هذا الحراك الاجتماعي.