في مارس 2007 صدر في فرنسا كتابا بعنوان :"المبيدات : فضيحة فرنسيّة" وقد اهتمّ العالمان المختصّان اللّذان أصدرا الكتاب بتلوّث الطّعام. ما أثار غضب شركات الكيمياء والمبيدات الخبر الذي ورد في الكتاب والذي أشار إلى أنّ مؤسّسة الصحّة العموميّة والبيئيّة Afssat تنظّم مؤتمرات "علميّة" بالاشتراك مع لوبي الكيمياء بالولايات المتّحدة الأمريكيّة. في سنة 2004 أثبتت بحوث أجرتها لجنة مختصّة تابعة للاتّحاد الأوروبي تلوّث الغذاء بالمبيدات. ففي أوروبا 47% من المواد الغذائيّة تحوي فضلات من المبيدات المحجّر بيعها وقد ارتفعت نسبة التلوّث مقارنة بسنة 2003 ب12% (أي في ظرف سنة واحدة) من ناحية أخرى فإنّ التلوّث الناتج عن المعادن هو الآخر والمتأتّي من المبيدات وتلوّث المحيط وتلوّث الأسماك أو من المواد التي تضاف للغذاء (المثبتات-الملوّنات-المصبّرات) من شأنه أن يعرّض صحّة الإنسان لشتى أنواع المرض. تستعمل الصناعات الغذائية أكثر من 2000 مادة مضافة. تتباين درجة سمومة المواد المضافة للأغذية. فبعضها لها تأثير مباشر وقد تسبّب في تسمّم حادّ وأخرى تتراكم عبر السلسلة الغذائيّة قبل أن تتجاوز الحدّ الأقصى المسموح به بينما تتجسّد خطورة المواد الأخرى في تحلّلها الذي يفرز مواد سامّة وخطيرة. يمكن أن تلوّث هذه المواد الهواء والتربة والغذاء والماء. تكمن صعوبة الوقاية من هذه الأمراض في أنّ آثارها قد تبرز بعد عشرات السنين وبالتالي يصعب التدليل على خطورتها وفي هذه الحالة علينا اعتماد مبدأ الحذر والشك. تبنّى البرلمان الأوروبي مشروعا خاصّا بالمواد الكيميائيّة عرف بمشروع "ريش" Reach وهو يمثّل جملة من التّشريعات حول المواد الكيميائيّة. لا يطالب المشروع السّلطات العموميّة بالتّدليل على خطورة بعض المواد ولكنّه يطالب المصنّعين بالإثبات على أنّها غير مضرّة. كما أنّ تجارة المواد الأكثر خطورة سيخضع لترخيص خاصّ. لقد زاد إنتاج العالم من المواد الكيميائيّة من مليون طنّ في سنة 1930 إلى أكثر من 450 مليون طنا في سنة 2008. بالنسبة ل80 بالمائة من هذه المواد تظلّ المعلومات حول درجة سمومتها محدودة ولا تسمح بتقييم خطورتها على الصحّة والمحيط وهذا يتناقض رأسا مع روح معاهدة ستوكهولم حول الملوّثات العضويّة والتي وقع تبنيها في سنة 2004. على سبيل المثال نذكر التسمّم بمادّة الأليمنيوم. من المعلوم أنّه يمكن للإنسان سدّ حاجياته من هذه المادّة بتناول غذاء متوازن. لكنّ الغذاء الصناعي يحتوي هو الآخر على هذه المادّة وذلك في المواد المضافة (الملوّنات – المواد المضادة لتخثّر الدم – المثبتات) ويوجد الأليمنيوم في الغلال والمشروبات ومعجون الغلال وحليب الأطفال وحبوب القمح والملح الأبيض المعالج بسيليسات الأليمينوم والمواد المبيّضة للفارينة وبعض الأجبان الطرية إلخ... يتثبّت الأليمنيوم في الجهاز العصبي ويسرّع في حدوث الشيخوخة. (يتبع