بَعد إنفجار قُنبلة «السُوبر» كَان وديع الجريء بين خَيارين لا ثَالث لهما: فإمّا الهُروب بطريقة جَبانة أومُواجهة العَاصفة قبل أن يَسقط سقف الجامعة بفعل «قَذائف» المُنتقدين والمُدّعين بوجود «رائحة كَريهة» في الصّفقة المُبرمة مع «الجَماعة القَطريين» (والخَوف كلّ الخوف أن يكونوا على رأي لمين النهدي من برج المسعودي لا من السعودية أوغَيرها من البلدان الخليجية). وبما أن الضّرب أصبح تحت الحِزام فقد كان لِزاما على قائد المَركب تَقديم أدلة البراءة تَفاديا للغَرق. ومن الواضح أن الرّجل حَرص قدر المُستطاع على أن تكون خُطواته مَحسوبة وكَلماته مضبوطة بحكم أن الموقف صَعب و»الزّلقة بفلقة». مُرافعة على الهواء بَعد أن اتّخذ رئيس الجامعة قَراره بمُواجهة الرأي العَام كَان من الضروري أن تكون مُرافعته «مضروبة بالسفود» بل أنّه قد يَذهب بك الظن بأن الرّجل قام بأكثر من «بروفة» قبل دخول الأستوديو وهو حَافظ لدرسه مِثلما يَفعل التلميذ قبل حِصص المحفوظات مع اختلاف في نَوعية «المُعلّم» بما أنّ مُقدّم برنامج «الأحد الرياضي» يَمقت سياسة «العَين الحمراء» ويُفضّل «الوَداعة» والعَمل بالنَظرية القائلة: «عَلّموا الأطفال وهم يَلعبون». الجريء جَاء إلى التلفزة الوطنية ليلة أمس الأوّل غاضبا.. مُتشنّجا ومُتأبّطا قُفّة من الوَثائق تَنوء عن حَملها الشّاحنة العَسكرية التي خُصّصت للإستقبال الشَعبي لمنتخب 96 بعد بُلوغ «الفِينال» القاري وذلك بقيادة «كَاسبرجاك» الذي لم يَكن يَعلم بأنّه سيأتي يوم يَعزله فيه وديع بشهادة طبيّة تؤكد زُورا وبُهتانا أنّه أصيب ب»الخُرف». مشهد «كَاريكاتوري» مَشهد الإستظهار بالأوراق على المُباشر كَان «كَاريكَاتوريا» ويُوحي بأن رئيس جامعة الكرة في مَحكمة مَدنية لا في حِصّة رياضية. وازداد المَوقف طرافة في ظلّ تَزاحم الوثائق على مائدة الحوار مع إلحاح «المُتّهم» على دفعها نحو مراد الزغيدي وخالد حسني لقراءتها والمُصادقة على «بَراءة» الجامعة بخَتم رازي القنزوعي وبحضور مُديرة الشّركة المَعنية وهي السيدة «لمرية الحاجي» التي «جِيء» بها إلى البرنامج لتشهد بأن مُؤسّستها قانونية وليست «وَهمية» أوتَنشط «تَحت الحِيط» بعبارة الجريء في حَربه القديمة على رازي قبل أن يُصبحا في صَحفة العَسل (سبحان مُغيّر الأحوال). «كَابوس» الصحفي الفرنسي رَغم اختصاصه الطبي، فإن الجريء نَجح في تَقديم «مُحاضرة» طَويلة وعَريضة كتلك التي يقوم بها كِبار المُحامين بل أنه «زاد في العِلم» وقدّم دروسا في الأخلاق المَمزوجة ببعض المُصطلحات العَامية لتلامس «مُرافعته» المُواطن البَسيط و»تُراوغ» في الوقت نفسه «المُتفقّه» في «التَكوير» والخُدع الإتّصالية. وقد كان واضحا أن الرّجل سَهر اللّيالي في جَمع الوثائق والمُعطيات حتى أنه يحفظ عدد «الجَامات» التي تَتهاطل على الصّحفي الفرنسي «رُومان مُولينا» منذ أن زَعم بأن الشركة التي تَعاقدت معها جامعتنا «وَهمية» مُتوعّدا «مَنظومة» الجريء بالمَزيد من «الضَّربات» العَابرة للمُتوسّط. وقد كان الجريء حَريصا على الخروج من «الأحد الرياضي» ب»شَهادة البَراءة» مُستفيدا من «الجَو العَام» في هذا البرنامج الذي أكد صاحبه أنه لن «يرأف» بضيفه ولن يَقع في فَخّ «التَبييض» هذا في الوقت الذي يعتقد فيه الكثير من المُتابعين أن هذا الكلام مُجرّد شِعارات بل أن فئة من الناس تظن أن «مُرافعة» رئيس الجامعة كانت جَاهزة من ألفها إلى يَائها وقد وَجد الأرضية المُناسبة لإلقائها في أريحية تَامّة. من نُصدّق؟ الطّريف في هذه «المُرافعة» التلفزية أن السيدة «لمرية الحاجي» اعترفت بعَظمة لسانها الفرنسي بأن تنظيم لقاء الترجي والإفريقي في قطر يُشكّل نقطة تحوّل كبيرة في الأعمال التسويقية لشركتها التي لا عَهد لها بمثل هذه المُباريات الرياضية الكبيرة. والحَقيقة أن هذه الشهادة الحية و»الصَّادمة» تَعني أن جامعتنا بما فيها من دكاترة وقُضاة ومُحامين ورجال أعمال ومُختصين في المالية تَعاقدوا مع مؤسسة «مُبتدئة» وهذه الهفوة تكفي لتوجيه أصابع الإتّهام للجامعة لفشلها في إختيار الشريك الأنسب. والأخطر ومن ذلك أن خطاب وديع الجريء وشَريكته في الصّفقة «لمرية الحاجي» تضمّن معلومات مُتضاربة ويبدو أنّ هذه المُعطيات المُتناقضة أفلتت من لِسانيهما في زحمة المُحاورات و»الترجمات» على المُباشر. وأكد رئيس جامعتنا أن المُفاوضات مع الجانب القطري انطلقت في الصيف في حين أشارت «الحاجي» أن المُحادثات بدأت في نوفمبر وقد التقط النّاس هذا التناقض ولسان حَالهم يقول من نُصدّق؟ المُسلسل مُتواصل... والضّحية واحد وهي الكُرة التونسية.