تعيش الجزائر على وقع حالة من الترقب والحذر وسط دعوات الى الخروج في مظاهرات اليوم الجمعة للضغط على السلطة لمنع بوتفليقة من الترشح لعهدة خامسة ،وتأتي هذه المخاوف وسط تحذيرات من امكانية جر البلاد نحو الفوضى والانقسام . ويستعد المتظاهرون اليوم الجمعة إلى جولة جديدة من المظاهرات الرافضة للعهدة الخامسة ،رغم الحذر الذي يسيطر على الجميع خوفا من انفلات الامور. ويتحسّس المتظاهرون في الجزائر خطواتهم نحو التغيير بحذر شديد آخذين بعين الاعتبار حرائق المنطقة من ليبيا إلى سوريا ومؤمنين في نفس الوقت بالتغيير السلمي والحضاري من أجل مصلحة الوطن والجميع. وفي تصريح خاص ل «الشروق» قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ميلود ولد الصديق ان تحرك الغد ردة فعل على الاستجابة الباهتة لمطالب الجماهير التي خرجت للمطالبة بعدول الرئيس بوتفليقة عن الترشح للعهدة الخامسة، وهو أيضا تتويج لأسبوع من المسيرات الطلابية والصحافية ، وستنضم مختلف الفئات الى الحراك السلمي باعتباره الحل الوحيد للتراجع عن العهدة الخامسة على حد وصفه. وأضاف ولد الصديق أن سقف مطالب المتظاهرين سيعلو كلما صمّت السلطة اذانها عن مطالب العدول عن العهدة الخامسة، مشيرا الى امكانية تأجيل الانتخابات كخيار يرضي الجميع ويكون خارطة طريق لانهاء الحراك الشعبي . وتسيطر على المشهد العام في الجزائر حالة الترقّب والحذر والتحذيرات ، ففي حين تترقب المعارضة صدى الشارع بعد أن فشلت مؤخرا في التوافق على مرشح رئاسي لتطرحه على ،تواصل السلطة تمسكها بالعهدة الخامسة وتعيد مرارا وتكرارا تحذيراتها عبر عديد المسؤولين الذي كان آخرهم رئيس الحكومة أحمد اويحيى حيث حذر في تصريح لافت من تكرار «سيناريو سوريا».وقال اويحيى خلال كلمة له في البرلمان ان المسيرات في سوريا بدأت بالورود وانتهت بالدم،داعيا الشباب إلى التعقل وتجنب محاولة تضليلهم على، حد تعبيره. وتعليقا على هذه الاجواء الحذرة في الجزائر ، قال الخبير واستاذ العلوم السياسية الجزائري سليمان اعراج في تصريح خاص ل»الشروق» «ان المظاهرات التي عرفها الشارع الجزائري هي أحد المحطات المهمة في التاريخ السياسي للجزائر ، رغم أننا نتحدث عن فئات مختلفة من المجتمع عبرت عن موقفها تجاه قضية ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة ، فالشباب يبحث عن الأمل وهو أمر دستوري مكفول، اما اذا تحدثنا عن قضية الانتخابات فالحراك في الشارع لابد أن تدعمه المشاركة السياسية القوية من طرف الشباب، لأن الصندوق هو الفيصل ، والتغيير يبنى ولا يأتي جاهزا «. وأضاف اعراج : «في نفس السياق يعول كثيرا من قبل معارضي ترشح بوتفليقة على خروج مسيرة مليونية للتأثير على المشهد السياسي أو واقع المشهد في الجزائر». و أكد أعراج أن «دعوات التحذير من الانزلاقات واجبة وضرورية للحرص على الوعي الذي يجب أن يبقى سلاح الشباب ، لتفادي استغلال الطابع السلمي للمظاهرات ولقطع الطريق أمام كل من يحاول ان يركب الموجة أو يستغل الظرف الحالي لينصب نفسه مسؤولا أخلاقيا على المجتمع الجزائري ، لأنه يمتلك الوعي الذي يؤهله لحماية الدولة.» ومن جهة أخرى أطلقت العديد من جمعيات المجتمع المدني والدفاع عن حقوق الانسان امس، دعوة لجميع الجهات الفاعلة من مواطنين و المجتمع المدني والطبقة السياسية من أجل اجماع واسع لإخراج البلد من المأزق. وقالت هذه الجمعيات في بيان تحصلت «الشروق» على نسخة منه انه من الضروري الآن البدء في عملية حقيقية للتغيير الديمقراطي والسلمي والشامل،وضمان احترام الحريات الفردية والجماعية،على حد وصفها.