ما تردد حول إمكانية تأسيس الوجه السياسي الطيب البكوش حزبا جديدا يعيد مجددا الجدل حول حظوظ الأحزاب الجديدة التي تكونت بمناسبة اقتراب موعد الانتخابات ويطرح أيضا تساؤلات حول عدم قدرة نداء تونس إلى حد الآن على استعادة المغادرين. تونس – الشروق – تردد مؤخرا خبر اعتزام الامين العام السابق لحزب نداء تونس الطيب البكوش تأسيس حزب جديد قد يُطلق عليه اسم «من أجل تونس» وفق ما أورده موقع «اورو نيوز» على لسانه وقد يقع الاعلان عنه في افريل القادم. وبذلك سيكون البكوش سادس منشق عن نداء تونس يؤسس حزبا خاصا به بعد محسن مرزوق ورضا بلحاج وسعيد العائدي والطاهر بن حسين ويوسف الشاهد. توقيت للوهلة الاولى بدا خيار الطيب البكوش تكوين حزب جديد لافتا للانتباه على عدة مستويات. فمن حيث التوقيت، يأتي ذلك بعد ابتعاد دام حوالي 4 سنوات عن الساحة السياسية بحكم انشغاله بمنصب الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي. كما يتزامن ذلك مع قُرب موعد الانتخابات وهو ما قد يجعل حزبه الجديد عرضة للانتقادات بالقول انه حزب «مناسباتي» أو مجرد «حزب انتخابي» الغاية منه تحقيق فوز في الانتخابات فحسب دون ان تكون له مقومات العمل الحزبي السليم. ويتزامن هذا التمشي أيضا مع ما تعيشه الساحة السياسية من تقلبات ابرزها تكوين حزب «تحيا تونس» المحسوب على ندائي سابق آخر وهو يوسف الشاهد والذي ضم عديد الندائيين السابقين الآخرين. كما يتزامن كذلك مع ما يعيشه حزب نداء تونس من تقلبات أبرزها مساعي بعض الندائيين السابقين ل"لمّ الشمل" ولإعادة المنشقين والغاضبين (الطيب البكوش أحدهم) وإعادة النظر في قيادة الحزب، إلى جانب مواصلة تمسك الشق الآخر من النداء (شق حافظ قائد السبسي) بالمحافظة على قيادة الحزب، وهو ما يعني ان البكوش كان طيلة الفترة الماضية خارج حسابات النداء بشقيه. أية تحالفات ؟ ويأتي هذا الاعلان أيضا في وقت بدأ فيه الحديث عن التحالفات الحزبية المنتظرة في الفترة القادمة وعن «حرب الاستقطاب» استعدادا للانتخابات القادمة. وبالتالي قد يجد البكوش نفسه سواء قبل تأسيس حزبه الجديد رسميا أو بعده في مواجهة ضغوطات الرغبة في ضمه إلى أحد المشاريع القائمة لا سيما تلك التي تربطه بها «علاقة ندائية» أي تلك التي اسسها ندائيون سابقون فضلا عن امكانية محاولة استقطابه من مجموعة «لم الشمل» داخل النداء او من النداء الأصلي. ولا يستبعد المراقبون أيضا امكانية محاولة استقطابه من قبل أحد مكونات اليسار بحكم علاقته التاريخية بهذه العائلة السياسية. علاقات محترمة.. لكن وعلى صعيد آخر وفي صورة اختيار البكوش الذهاب نحو تكوين مشروع سياسي خاص به فان تساؤلات عديدة ستُطرح على الساحة السياسية حول الوجوه التي قد تنضم إليه. فرغم علاقاته المحترمة في المجال الحقوقي وفي المجال النقابي ولدى اليسار، إلا أن البكوش قد يجد صعوبات في استقطاب وجوه بارزة لحزبه أولا بحكم بعده في السنوات الاخيرة عن الساحة السياسية، وأيضا بحكم المتغيرات التي عاشتها الساحة السياسية في هذه السنوات والتي دفعت بعديد السياسيين نحو الانضمام الى مشاريع سياسية أخرى قد يصعب عليهم الآن الخروج منها لاعتبارات عديدة. من هو الطيب البكوش؟ من مواليد جمال (المنستير) أستاذ جامعي يشغل حاليا منصب الأمين العام لاتحاد المغرب العربي منذ 2016 تقلد خطة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل بين 1981 و1984 شغل وزيرالتربية في حكومة الباجي قائد السبسي سنة 2011 وناطقا رسميا باسمها عرف بنشاطه في المجال الحقوقي. تولى خطة أمين عام حركة نداء تونس عند تأسيسه في 2012 وشغل نائب رئيس الحزب سنة 2015. عين وزير الشؤون الخارجية من فيفري 2015 الى جانفي 2016 (حكومة حبيب الصيد) رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان (1998-2011) ورئيسه الشرفي حاليا