احتفى أمس أهالي بن قردان بالذكرى الثالثة لأحداث 7 مارس 2016. هذا اليوم سيظل عالقا في ذاكرة الكثيرين، بعد أن خلفت العملية 21 شهيدا والقضاء على 50 إرهابيا. بن قردان (الشروق) تم إحياء الذكرى الثالثة لأحداث ملحمة بن قردان التاريخية أمس، وسط احتقان أهالي الجهة، الذين أكدوا أن الجهة -منذ سنة 2016 - تم التضييق عليها من الجانب الليبي. ولم تشهد تنمية متهمين هياكل الدولة بسياسة التسويف. وتساءل الأهالي عن حظوظ الجهة في التنمية، بعد 3 سنوات من ملحمة بن قردان. وقد اعتبر الشاب «محمد» أن التنمية منعدمة وأن مختلف المشاريع المبرمجة لم تر النور بعد، إضافة إلى أن جرحى ملحمة 7 مارس 2016 لم يتم تمكينهم من منح للعلاج. ولم تكافئهم الدولة إلا بالنسيان. جرحى الملحمة مهمشون أحد المصابين في العملية، عبر عن مقاطعته لإحياء الملحمة في السنة القادمة الى حين تحقيق الوعود التي التزمت بها الحكومة. ومنها علاج الجرحى وتحسين وضعياتهم الاجتماعية، و تشغيل أبنائهم العاطلين عن العمل. وتحدث عدد هام من الشباب بمرارة، معتبرين أن الجهة رغم تضحياتها من أجل صمود تونس الا أنها الى اليوم بقيت مهمشة ومنسية، مؤكدين أنهم فوجئوا بسياسة التهميش الممنهجة. فمعبر رأس جدير المتنفس الوحيد لبن قردان و الملاذ الأخير للتجار تم إغلاقه. واعتبر الأهالي أن مشروع المنطقة اللوجستية مجرد «يافطة « ما لم تتحول إلى إنجاز على أرض الواقع . ونجاحه يتطلب ربطه بالشبكة الحديدية و الغاز الطبيعي. احتفالات باهتة من جانبه، وصف الناشط الحقوقي مصطفى عبدالكبير إحياء الملحمة بالباهت مقارنة بالذكرى الأولى التي أشرف عليها رئيس الجمهورية. و لم يكن في حجم ما قدمته الجهة من تضحيات، منتقدا غياب التنمية و انعدام المرافق الخدماتية، مشيرا الى أن ما تم الإعلان عنه اليوم هو مشاريع قديمة. وتمت برمجتها منذ سنة 2008 فيما لم تقدم الحكومات المتعاقبة أي إضافة للمنطقة . ومن جهته، وضع أمس وزير التجارة عمر الباهي حجر أساس مشروع المنطقة الحرة للأنشطة التجارية و اللوجستية البالغة مساحته 150 هكتارا باستثمارات تناهز 32.7 ملايين دينار. ويهدف الى إرساء أداة فاعلة للتنمية بالجهة، وإحداث قرابة ألفي موطن شغل مباشر وستة آلاف موطن شغل غير مباشر. وأكد الوزير أن المشروع يهدف الى تنظيم هيكلة النشاط التجاري الحالي والمساهمة في جلب الاستثمار و إدماج الناشطين في القطاع المهيكل و التأسيس لقاعدة تجارية بمواصفات عالمية تكون بوابة نحو أفريقيا واستقطاب الشركات الدولية و الاستفادة من علاقات الجوار. ويتكون المشروع من 70 % فضاءات تحت الرقابة الديوانية مخصصة لأنشطة الخدمات اللوجستية و إعادة التصدير و التجارة الدولية علما أن 20 % من الفضاءات تحت الرقابة الديوانية، مخصصة لأنشطة تجارة التفصيل ومخازن التوزيع للصناعيين و 10 % خارج الرقابة الديوانية ستخصص للخدمات الإدارية و خدمات مساندة للمستثمرين. ومن المنتظر أن يكون جاهزا في سنة 2021 . غضب في صفوف الفلاحين من جهة أخرى، أكد عدد من الفلاحين أنهم ممنوعون من الدخول الى منطقة سعيدان التي تبعد عن بنقردان 14 كلم، بدعوى أنها منطقة عسكرية. و لا يمكن الدخول اليها الا بترخيص من وزارة الدفاع. وهو ما جعل بعضهم يفرط بالبيع في أغنامه .