لم تدرك مؤسسة التلفزة الوطنية بعد أن زمن البرامج المغلقة التي تقتصر على حديث الاستوديو ولى وانتهى ولم يعد يشغل المشاهد الذي بات مسكونا بالحركة والاثارة. فقد تابعت منذ يومين برنامجا على الوطنية 2 بعنوان «كلام حرير» يتحدث عن الذكاء التونسي حيث أطنب الحاضرون في النفخ في صورة التونسي وذكائه الوقاد الى درجة أن المشاهد قد يذهب في ظنه ان الحديث موجه الى تونسيين آخرين غيره. ومن بداية البرنامج الى نهايته لم تغير المقدمة جلستها أو حتى نظرتها منخرطة في حديث بلا نهاية يتخلله من حين لآخر تدخل هذا الضيف أو ذاك. و لا ادري ان كانت المقدمة ذاتها مرتاحة لان الجلوس طويلا على نفس الوتيرة دون تغيير من شأنه ان يبعث القلق في نفسها وربما التعب أيضا. اما إيقاع الحديث فهو اكثر من ممل ورتيب لا يختلف عن المضمون الذي يدور في كل الزوايا دون بوصلة. أضف الى ذلك ركاكة ورتابة الاخراج الذي لا يتطلب حسب ما يبدو مخرجا او حتى مساعد مخرج … الواضح ان مثل هذه البرامج لا تتطلب جهدا يذكر او إمكانيات مادية أو بشرية بحكم بساطتها حتى لا نقول سذاجتها ، فلا افكار ولا فرجة ولا معرفة … المهم حسب اعتقادي هو ملء فراغ لا غير خصوصا و ان الوطنية 2 باتت مثل البيت الذي هجره أهله مفتوح لكل المارة وعابري السبيل يقيمون فيه ولا يهتمون لحاله … ويكفي ان القناة بعد ان استنفذت حلقات سلسلة «شوف حل» التي حفظ المشاهدون حوارات أبطالها من تكرار البث ، ابتدعت مقتطفات من عندها اطلقت عليها اسم احسن اللقطات على طريقة the best of … رسالة الى إدارة المؤسسة: ارحمو مشاهد قوم ذل ، فإذا كان المشاهد قد ذاق ذرعا من البرامج المنحطة في القنوات الخاصة فلا تزيد من بؤسه بمثل هذه البرامج.