المهدية (الشروق) نظّمت الجمعية الثقافية الطاهر صفر، مؤخرا، بمقرّ نادي التعاون بالمهدية أربعينية فقيد الجهة البارز الهاشمي لعبيّد. وألقى بهذه المناسبة الدكتور حبيب حمزة كلمة عدّد فيها خصال المرحوم الذي لمع اسمه في عالم الجغرافيا. وقد ودعت مدينة المهدية يوم 18 جانفي 2019 احد ابنائها البارزين الفقيد الهاشمي لعبيد الذي ولد بالمهدية يوم 12 جويلية سنة 1935. وقال بهذه المناسبة الدكتور حبيب حمزة انه تعرف شخصيا على المرحوم الهاشمي لعبيد سنة 1957، حيث كان مع أخيه المرحوم منصف لعبيّد أصغر تلاميذ الجالية المهدوية، بمعهد خزندار...مضيفا ان الفقيد كان يرتدي البدلة الخاصة بالحاصلين على منحة من الدولة (سترة وسروال) التي تعطى الى المتفوقين في الدراسة. وتابع بان المرحوم اختار شعبة الجغرافيا حيث تحصّل على الاستاذية من معهد الدراسات العليا بتونس سنة 1961 وعلى المرحلة الثالثة من التعليم العالي في هذا الاختصاص بباريس سنة 1965 اثر القيام بأطروحة وبحث حول المهدية، وفي سنة 1967، حصل على الجزء الأول من ديبلوم معهد إدارة المؤسسات. وقال :" ان الفقيد عاد من فرنسا اثر حرب 1967، واشتغل كأستاذ وباحث بمركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية بتونس ثم مدير له من 1991 الى 2000. وقد تمكن المرحوم الهاشمي لعبيد، خلال العشرية التي أدار فيها هذا المركز من خدمة الجهات الأكثر فقرا ودفع هذه المؤسسة الى المساهمة في انفتاح الجامعة التونسية على محيطها الاجتماعي والاقتصادي. وللمرحوم أنشطة أخرى متميّزة يضيق المجال لاستعراض تفاصيلها، من ذلك انه حاصل على العضوية الشرفية لمؤسسة الجغرافيا بباريس سنة 1996 ومنسّق لوحدة البحوث حول المهدية المتكونة من 35 باحثا متعدد الاختصاصات، اضافة الى انه كان شخصية مستنيرة وملهمة. جلب الفقيد محبة سائر أصناف الناس بقطع النظر عن انتماءاتهم العلمية وكسب محبّة سائر الجغرافيين والمؤرخين الذين يعتبرهم من بين نسب عائلته الأولى. وكان الفقيد محبّا للمهدية ولتراثها المعماري والأثري والتاريخي ومتيّما بالبحر والمواني والعواصم المتوسطية التي كان يتمنى ادراجها ضمن مشروع يتوّج به حياته. كما مكنت لباقته وبلاغته وفصاحته الكلامية وحسن علاقاته الاقليمية والدولية من نجاحه في ارسال باحثين من بلادنا الى الخارج..."نعم لقد كان للمرحوم الهاشمي لعبيد قدرة لا تضاهى على جلب الاهتمام الى حقله المعرفي وعلى التوفيق بين مختلف الحساسيات وتقليص الاختلافات والتحليق بعيدا في المجال المعرفي وإعطاء الثراء اللازم الى ما هو معتاد ومتعارف".