يصاب الولي عندما يتسلم دفتر اعداد ابنه بالصدمة ان كانت نتائجه سلبية ويحمل ابنه المسؤولية ويلومه على التقصير ويصطدم المربي بتلميذ غير قادر على الكتابة الصحيحة وغير قادر على التركيز وغير قادر على الحساب ولايدري كيف يتصرف . تونس (الشروق) يجهل الاولياء والمربون بان التلميذ الذي لم يحصل على اعداد جيدة ولم يكن في مستوى انتظاراتهم هو طفل يعاني من اضطرابات ومن صعوبة التعلم وهو في حاجة الى من يفهم حالته ومن ياخذ بيده حتى يتجاوز تلك الصعوبات. لنفهم أكثر الاستاذ محمد السندي رئيس الجمعية التونسية لصعوباتواضطرابات التعلم قال في حديثه ل»الشروق» ان الحياة ليست قراءة وكتابة فقط بل هي تطوير المهارات العاطفية والاجتماعية التي للأسف تهملها مدارسنا» ولكن المربين اصبحوا اكثر وعيا بأهمية التكوين في هذا المجال للمساعدة على كيفية التعامل مع التلامذة الذين يعانون من صعوبات في التعلم ولذلك تمت دعوتي الى عديد المعاهد عن طريق المتفقدين لتكوين الاساتذة في هذا المجال. واوضح انه في ظل ما نعيشه من تحولات اجتماعية وتكنولوجية لم تعد وسائل التعامل المعتمدة سابقا مع التلامذة ناجعة على غرار الضرب والطرد واصبح تمرير المعلومة صعبا لدى التلامذة العاديين فما بالك بمن يعاني من اضطرابات التعلم. وحول اسباب الاضطرابات قال هناك من يعاني من صعوبة ظرفية ناتجة عن العائلية احدهم او مرور العائلة بازمة مالية وهذا عادة يكتشفه المعلم عندما يبكي التلميذ . واضاف ان التلميذ يمكن ان يتعرض الى التأخر الدراسي بسبب غيابه عن الدراسة نتيجة اشكال نفسي او نتيجة غياب المعلم وحلها رهين حسن المعاملة والاحاطة العاطفية لاستعادة الثقة في ذاته، ولكن الاضطراب الاخطر وفقا لمحدثنا هو ذلك الذي يحدث عند نمو الجنين في بطن امه فهذا يطلق عليه تسمية «اضطراب ذهني نمائي» وهو يحدث نتيجة خلل وظيفي في مستوى الجهاز العصبي والذي لايظهر الا في فترة الدراسة لانه على مستوى الذكاء هو طفل عادي ويمكن ان يبني علاقات عاطفية واجتماعية عادية ويتعلم مهارات حياتية لكن المشكل في التعلم الاكاديمي اي عندما نطلب منه تعلم الكتابة يجد صعوبة ويتحول الى طفل مصاب بعسر القراءة والكتابة، وأحيانا نجد طفلا يعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه وهو طفل غير قادر على التركيز ويتعرض يوميا للعقوبات والمعالجة تحتاج في عديد الحالات اخصائي متعدد الاختصاصات لذلك طالبنا كجمعية بتركيز وحدة للعلاج النفسي داخل المدرسة حتى يتمكن المختصين من القيام بعملهم وتجنب ظاهرة الانقطاع المدرسي.