ثلاث حالات نفسية وسلوكية جديدة ذات اتصال وثيق باجراء الدراسة نقترحها عليكم من خلال هذا العدد الجديد من العيادة النفسية. ويتولى الأستاذ منذر جعفر مختص في العلاج النفسي والسلوكي شرح هذه الحالات وتقديم النصائح اللازمة لتجاوز المشاكل النفسية والسلوكية المطروحة. ** الحالة الأولى تلميذة عمري 21 سنة اجتزت السنة الفارطة امتحان الباكالوريا لكن الحظ لم يسعفني بالنجاح رغم أنني على يقين من أن نتائجي الدراسية لا تعكس بالمرة مستواي الحقيقي. ومشكلتي الحالية تتمثل في خوفي من الاخفاق ثانية فكيف يمكن التغلب على هذا الهاجس المخيف؟ * هاجر المرسى * الرد الأول: إن الاخفاق المدرسي يكون عادة نتيجة حتمية لبعض العوامل النفسية والاجتماعية لذلك وجب التذكير بأن امتحان البكالوريا هو امتحان كسائر الامتحانات يمكن للتلميذ مواجهته باعداد العدة النفسية والمعرفية الكافية وخاصة التسلح بالثقة في مقدوراته المعرفية إلى جانب تنظيم الوقت واستغلال المساحة الزمنية استغلالا محكما مع مراعاة الطاقة الذهنية ودرجة تركيز واستيعاب التلميذ لدروسه. ولتجاوز حالتك النفسية هذه ننصحك أولا بالذات بتحديد أسباب فشلك بطريقة موضوعية واتخاذ التدابير اللازمة لتلافيها. محاولة نسيان اخفاقك خلال السنة الفارطة والبدء من جديد حتى تستعيدي ثقتك بنفسك. حاولي التخلي عن هذه النظرة التشاؤمية واعملي على بعث بعض الحماس في نفسك وذكري نفسك انك قادرة دائما على بلوغ الأفضل وأن ما حصل السنة الفارطة كان مجرّد كبوة. ** الحالة الثانية: ابني يبلغ من العمر 10 سنوات، ارتقى إلى السنة الرابعة أساسي لكن نتائجه المدرسية ضعيفة لذلك قررت الحاقه هذه السنة بمدرسة خاصة تعتني بالأطفال المعاقين ذهنيا، فهل أصبت الاختيار أم أخطأت؟ * الطاهر بنزرت * الرد الثاني: إن تدني النتائج المدرسية للتلميذ ليست دليلا على أن ابنك يعاني من تخلف ذهني فيمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل اجتماعية ونفسية وثقافية تجعل الطفل غير متوازن نفسيا وبالتالي غير قادر على التأقلم في محيطه الدراسي مما يتسبب له في بعض الانعكاسات السلبية. ولذلك فإن الحاقك لابنك بهذه المدرسة غير صائب لأنك لم تركزي على معطيات علمية مقنعة وكان من الأجدر بك الاتصال بأخصائي في علم النفس لدراسة حالته دراسة علمية ليتعرف على الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تردّي نتائجه الدراسية. ** الحالة الثالثة: ابنتي تبلغ من العمر 11 سنة تدرس بالسنة السادسة مشكلتها تتمثل في كثرة الحركة والهيجان مع العلم ان نتائجها المدرسية متوسطة وقابلة للتحسن حسب شهادة معلميها. وسؤالي يتمثل في كيفية تخليصها من هذا السلوك. * ايمان الكاف * الرد الثالث: سيدتي ابنتك تشكو من اضطراب سلوكي خاصة على المستوى الحركي فكثرة الحركة والهيجان هو تصرف لا شعوري ولا ارادي ناتج عن غياب التوازن النفسي ونتيجة لبعض المشاكل العائلية ونصحيتنا لك تتمثل في ضرورة عرض ابنتك على محلل نفساني لوضع طريقة علاج نفسية مثلى تمكنها من امتصاص هذا الهيجان ويكون عادة بممارسة الرياضة واجراء بعض التمارين النفسية.