جاء اعلان اللجنة الوطنية لإعداد مؤتمر نداء تونس إنهاء مهامها ليزيد من التساؤلات حول ما ستؤول إليه تطورات الاوضاع داخل الحزب. تونس «الشروق» لم يُكتب لأزمة حزب نداء تونس أن تنتهي رغم ما حصل في الأشهر الاخيرة من تقدم في «نوايا» القائمين عليه لتنظيم مؤتمره الانتخابي يوم 6 أفريل القادم. فقد جاء الاعلان المفاجئ للجنة الوطنية لإعداد المؤتمر اول أمس لينضاف إلى جملة التراكمات السابقة للازمة آخرها تحرك أعضاء المكتب التنفيذي و»الغاضبين» ضمن مبادرة « لم الشمل» واعلان عزمهم القيام بتحركات تُجاه القيادة الحالية ومطالبتها بالتخلي عن قيادة الحزب والتسريع بعقد المؤتمر. هذه التطورات زادت من التساؤلات حول ما ستؤول إليه تطورات الاوضاع داخل الحزب في الفترة القادمة خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات ومع شروع بقية الأحزاب المنافسة في الاستعداد الجيد لها. انشقاق وفق المختصين في الشأن السياسي فإن تواصل الوضعية داخل النداء على هذا النحو من التقلبات قد يقلص من حظوظه في الاستحقاق الانتخابي القادم ما لم يعجل القائمون على الحزب بلملمة الازمة وبتنظيم المؤتمر مع فتح الباب أمام كل العائلة الندائية خاصة «الغاضبين» للعودة إلى أحضان الحزب وللمشاركة في المؤتمر بطريقة ديمقراطية. هذا الحلّ يبدو مستبعدا في ظل تمسك كل طرف بمواقفه. فالقيادة الحالية التي يمثلها حافظ قائد السبسي تتمسك بموقفها وهو مواصلة قيادة الحزب إلى حين عقد المؤتمر وبالتوازي مع ذلك مشاركة اللجنة المُكلّفة بالاعداد للمؤتمر مهامها لترتيب مختلف الاستعدادات. بينما يتمسّك أعضاء المكتب التنفيذي (مجموعة لمّ الشمل) في الاجتماعات الاخيرة التي عقدوها بانهاء مهام القيادة الحالية وتكليف قيادة مؤقتة ومشتركة بين مختلف هياكل الحزب ويعين رئيسها الرئيس الشرفي للحزب الباجي قائد السبسي وترك لجنة اعداد المؤتمر تعمل بكل حرية واستقلالية لتنظيم مؤتمر انتخابي تشاركي ديمقراطي يضمن الحظوظ للجميع، وهو ما ترفضه القيادة الحالية. ثم جاء القرار المفاجئ للجنة اعداد المؤتمر انهاء مهامها (في انتظار الكشف عن الاسباب الحقيقية في ندوة صحفية) ليزيد من منسوب التقلبات داخل الحزب. ماذا عن المؤتمر؟ قال رئيس لجنة اعداد المؤتمر رضا شرف الدين أن اللجنة قررت ترك المسؤولية الكاملة في مواصلة الإعداد للمؤتمر وتنظيمه لقيادة الحزب وحملت كل الأطراف مسؤوليتها، وبالأساس القيادة الحالية لحركة نداء تونس، في كل ما سيحصل من نواقص لإعداد المؤتمر. وفي المقابل تردد أن الهيئة السياسية للحزب عقدت مباشرة اثر اعلان الهيئة اجتماعا عاجلا للنظر في قرار الهيئة وقد تُعيّن أعضاء آخرين لتعويض الأعضاء المنسحبين ( 8 أعضاء) منهم رئيس اللجنة رضا شرف الدين ليواصلوا العمل على جانب الأعضاء الأربعة الباقين. لكن حل ازمة لجنة اعداد المؤتمر قد لا يحلّ كل الأزمة في ظل تواصل تمسك مجموعة «لم الشمل» بتحييد اللجنة عن قيادة الحزب وبانهاء مهام القيادة الحالية التي يعتبرونها «غير شرعية» وتعويضها بقيادة أخرى وهو ما سيمثل «تشويشا» على تنظيم المؤتمر خصوصا أن الامر قد يصل حد القضاء وفق ما صرح به أعضاء من المكتب التنفيذي. هل يتدخّل الباجي؟ مع كلّ أزمة جديدة تضرب النداء تتجه الأنظار إلى مُؤسسه ورئيسه الشرفي الباجي قائد السبسي بحكم تواصل سلطته المعنوية داخل الحزب وهو ما يسمح له بالتدخل في كل مرة لتقريب وجهات النظر استنادا إلى خبرته وحنكته السياسية. غير أن عديد المراقبين يرون أن هذه السلطة المعنوية أصبحت محدودة ويذهبون حد اتهام الباجي بالمحاباة كلما تعلق الامر بنجله حافظ قائد السبسي. لذلك سيكون اليوم أمام تحدّ جديد لكنه أكبر هذه المرة لأن ضغط الوقت والظرف السياسي لم يعد يسمح بمزيد تفاقم الأزمة نحو الأسوإ وفي ظل تمسك كل شق بمواقفه. لجنة اعداد المؤتمر تنسحب ورضا شرف الدين يستقيل من الحزب ومن البرلمان أعلن مساء أمس رضا شرف الدين استقالته من حزب نداء تونس ومن مجلس نواب الشعب ومن رئاسة لجنة اعداد مؤتمر الحزب. وأكد رضا شرف الدين أن قرار الاستقالة قرار نهائي لا يمكن التراجع فيه وجاء على خلفية ماوصفه بالأوضاع المتعفنة في المشهد السياسي والتي دفعته على حد قوله الى الاستقالة تباعا من رئاسة لجنة اعداد مؤتمر النداء ومن الحزب ومن البرلمان. وكانت اللجنة الوطنية لإعداد مؤتمر نداء تونس أعلنت مساء أمس الاول إنهاء مهامها وترك المسؤولية الكاملة في مواصلة الإعداد للمؤتمر وتنظيمه لقيادة الحزب في بلاغ حمل توقيع رضا شرف الدين ويشار الى ان اللجنة التي كان يترأسها رضا شرف الدين قد اعلنت في 25 فيفري الماضي تمسكها بمهامها رغم الصعوبات محملة المسؤولية في الاشكاليات القائمة بالأساس الى القيادة الحالية لحركة نداء تونس. مهدي جمعة في سيدي بوزيد يشرف رئيس حزب البديل التونسي مهدي جمعة يوم الاحد 17 مارس الجاري على اجتماع شعبي في ولاية سيدي بوزيد بحضور أعضاء المكتب السياسي للحزب ومنخرطيه ومسانديه بالجهة وذلك في اطار سلسلة الاجتماعات التي ينظمها الحزب في مختلف جهات الجمهورية قصد تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين. ومن المنتظر أن يلقي جمعة بالمناسبة خطابا حول الوضع في الجهة والأوضاع العامة في البلاد كما سيقدم رؤية الحزب واستعداداته لخوض الانتخابات القادمة.
