هادئ الطبع، عاشق للموسيقى السيمفونية التي وهبها كل جهده وثقافته الفنية المعتبرة، لا وقت عنده للتفكير في الاخرين بقدر اهتمامه بإبداعه الموسيقي الذي يسعى ويعمل على ان يكون متفردا، له طابعه الخصوصي في المشهد الموسيقي التونسي بدرجة أولى، فكان «أوركسترا قرطاج السيمفوني» الحلم الموسيقي الذي تحقق لينطلق محلقا في الأفق الرحب مغردا بأرقى واروع الموسيقات العالمية الخالدة في وجدان عشاق معاني الجمال في الوجود. هو المايسترو حافظ مقني الذي جمعنا به هذا اللقاء أين انت اليوم على الساحة الفنية التونسية؟ -أشرف على أوركسترا قرطاج السيمفوني لجمعية « موسيقى بلاحدود.. وهو الحلم الموسيقي الذي بعثته الى الوجود مع مواصلة العمل مع الأوركسترا السيمفوني المدرسي والجامعي والذي يهتم بتكوين الشبان في مجال الموسيقى السمفونية الى جانب عملي الأصلي مدرسا بجامعة منوبة يمثل « أوركسترا قرطاج السيمفوني « الحلم الذي كسبت رهان تأسيسه، هل يمكن الحديث عن خصوصيات ينفرد بها هذا الأوركسترا عن باقي الفرق السمفونية التونسية الأخرى؟ -يتميز « أوركسترا قرطاج السيمفوني» بإنتاجه الخاص الى جانب الحضور المنتظم بعروضه التي يتداول على احتضانها المسرح البلدي وفضاء « التيا ترو» وقاعة الفن الرابع والمدرسة الامريكية دون ان ننسى العازفين الذين ينتمون اليه وهم على درجة عالية من الحرفية والانضباط وهو ما ساعد على تأسيس قاعدة جماهيرية عريضة تواكب كل هذه العروض في كلامك تأكيد على الحضور المتوهج للموسيقى السمفونية لدى المتلقي التونسي؟ -فعلا وهذا ما شجعنا على العمل والإنتاج والبحث الدائم على تقديم الإضافة الفنية لهذه القاعدة الجماهيرية العريضة والتي يزداد عددها من عرض الى اخر « أوركسترا قرطاج السيمفوني « يقدم الموسيقات الكلاسيكية العالمية مع الانفتاح على التراث الموسيقى التونسي الذي يتم تقديمه بكتابة جديدة موسم الموسيقى التونسية ماذا تعرف عنه؟ -أرى فيه بادرة متميزة وفكرة هامة لإشعاع الموسيقى التونسية رغم انه لم يحصل لي شرف مواكبة أحد عروضه، وليس هذا اعراضا عنه بل لتزامن هذه العروض مع التزاماتي الفنية العديدة تعالت الأصوات في المدة الأخيرة لإعادة مهرجان الاغنية التونسية كيف تنظر الى المسألة؟ -حسب اعتقادي الخاص فالموسيقى ليست بحاجة الى مهرجان لإنتاج الموسيقى على اعتبار ان المبدع لا يمكن له العيش دون ابداع، والإنتاج الموسيقي الذي يخلده التاريخ لا يكون حسب الطلب كما حدث ذلك في مهرجان الاغنية ولكن هذا لا يمنع من وجود مهرجان يهتم بالإنتاج الموسيقي التونسي... فتونس التي لها مهرجان دولي خاص بالموسيقى السمفونية ومهرجان دولي خاص بموسيقى الجاز حري بها ان يكون لها مهرجان خاص بالموسيقى التونسية تحدثت عن انتاج خاص ل«اوركسترا قرطاج سيمفوني، هل يمكن الحديث عن مساهمات خاصة لك في هذا الإنتاج؟ - لا لست ملحنا، اكتفي بتوزيع كل الانتاجات التي يقدمها الأوركسترا في عروضه الى جانب قيادة الفرقة الموسيقية، دون ان أنسى انني اتقن العزف على الة الكمنجة. قيادة فرقة للموسيقى السيمفونية هل هي في متناول أي موسيقى؟ -ليس الامر بالسهولة التي يعتقدها البعض على اعتبار ان قيادة فرقة للموسيقى السيمفونية تتطلب تكوينا موسيقيا معمقا في المجال الى جانب التمكن من التراث العالمي أي الموسيقات التي يستمع اليها المايسترو حافظ مقني في أوقات الفراغ؟ -كل الأنماط الموسيقية بما في ذلك موسيقى الراب من هو الموسيقي العالمي الذي له مكانة خاصة لدى المايسترو حافظ مقني؟ -الموسيقي تشايكوفسكي، لقد عشقت موسيقاه منذ صغري لذا احرص دائما على حضور موسيقاه في كل عروض الأوركسترا هل يمكن الحديث عن محطات موسيقية يود المايسترو حافظ مقني اسقاطها من الذاكرة؟ -لا توجد محطات في مسيرتي الفنية اود اسقاطها من الذاكرة بما في ذلك فترة اشرافي على الأوركسترا السيمفوني التونسي، على اعتبار انها تجارب شيقة ألم يحدث ان عشت حالات احباط؟ -لم يحدث ذلك بتاتا لأنني اعمل دائما على انجاز ما أفكر فيه دون التفكير في الاخرين، انجز ما انا مقتنع ومؤمن به، وهذا لا يعني انني لم أعش صعوبات في العمل وخاصة خلال سنوات اشرافي على الأوركسترا السيمفوني التونسي. أنت انسحبت من الأوركسترا السيمفوني التونسي عن اقتناع تام منك؟ - ما أؤكد عليه انني لم اتعرض للظلم لأنني لم افسح لهم المجال لذلك، هناك قناعات واختيارات وراء هذا القرار بالنسبة لقناعاتي فهي لم تكن تتماشى مع أصحاب القرار لذا بحثت عن مجال اخر لتنفيذ قناعاتي الفنية ومن هذا المنطلق أؤكد ان مغادرتي للأوركسترا السيمفوني التونسي كان اختيارا منّي لأن الظروف التي قبلت فيها الاشراف على الأوركسترا السيمفوني التونسي لم تعد تتماشى مع الأهداف التي سطرتها للأوركسترا أضف الى ذلك ان الأوركسترا تم وضعه في فضاء منغلق هو مدينة الثقافة وهو فضاء مغلق والدليل اليوم ان الأوركسترا لم يعد يظهر على الساحة الفنية التونسية بشكل متواتر وبإشعاع كبير كما كان ذلك في السابق. هل تتابع الحراك السياسي في تونس اليوم؟ - اتابعه من باب العلم بالشيء فقط لو لم تكن موسيقيا أي المهن كنت ستمارسها؟ -مصور فوتوغرافي، مهنة اعشقها منذ نعومة اظافري، وكنت قد عشت امتحان الاختيار بين مصور فوتوغرافي أو موسيقي فاخترت هذه الأخيرة عن اقتناع تام مني أي حضور للسينما ضمن اهتماماتك؟ أشاهد الأفلام في المنزل، على اعتبار انني لست من هواة ارتياد القاعات السينمائية هل لك مكتبة في المنزل؟ -نعم وتتوفر على المؤلفات التي لها علاقة بالعلوم الموسيقية * والمسرح الا تواكب عروضه؟ - انا من عشاق الفن الرابع، وقد تابعت مؤخرا مسرحية «المدك» الى جانب مواكبتي الدائمة لإنتاجات المسرح الوطني وايام قرطاج الموسيقية، هل انت من روادها؟ - حدث ان واكبت سهرة افتتاح الدورة الماضية فقط لتزامنها مع فترة تأسيس أوركسترا قرطاج السيمفوني لكن لا يمنع هذا من ابداء الراي كموسيقي في هذه التظاهرة؟ - لا أخفي سرا إذا قلت انني لست من أنصار التظاهرات «المناسباتية» فتونس تتوفر اليوم على العديد من التظاهرات الموسيقية المتشابهة، ونحن في تونس اليوم لا نملك موسما ثقافيا على غرار دول العالم، باستثناء بعض الفرق التي لها مواعيد قارة لعروضها كل موسم والبقية تنتظر مثل هذه المناسبات لتقديم عروضها ما هي استعدادات «أوركسترا قرطاج سيمفوني» للمهرجانات الصيفية هذا العام؟ -لن يكون «أوركسترا قرطاج سيمفوني» حاضرا في مهرجانات صائفة 2019، مع الإشارة ان الموسم الثقافي الخاص بالأوركسترا انطلق منذ 13 أكتوبر الماضي ويتواصل حتى يوم 20 جوان القادم ويتضمن برنامجه أكثر من 25 عرضا موسيقيا والموعد في الموسم القادم سيكون مع جولة عبر مختلف الجهات داخل البلاد وتتوزع هذه العروض على قسمين – قسم الموسيقى السيمفونية -قسم الغناء الاوبيرالي علما وان عروض هذا الموسم تعتمد بدرجة أولى على موسيقى تشايكوفسكي وأوبرا لمحمد مقني وعروض متنوعة حسب محاور مضبوطة.