باريس (وكالات) كشفت تقارير أمنية فرنسية، أن الجيش الجزائري يستعد لكافة الاحتمالات المتوقعة، وأن الجيش «الوطني العقائدي» لن يحتك مع الجماهير الغاضبة ولن يترك الجزائر تسقط في الفوضى المدمرة ولن يترك المتربصين بالوطن يقفزون فوق السلطة. وبحسب تقديرات الجنرال الفرنسي المتقاعد، شارل جوليان، فقد استفاد الجيش الجزائري من تجارب نضالية على مدى تاريخه، كما أنه أنقذ البلاد على مدى العشرية السوداء من الإرهاب ومن فوضى الصراع مع التيارات الإسلامية، كما أنه يدرس جيدا التجربة المصرية التي أسفرت عن التحام الجيش والشعب لإنقاذ مصر. ويرى الخبير العسكري الفرنسي، أن رسالة رجل الجزائر القوي، رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق قايد صالح، كانت محددة وواضحة بأن ضمان أمن البلاد على رأس اهتمامات القوات المسلحة، ولن تسمح بالعودة إلى عصر إراقة الدماء، ومشيدا بالعلاقة الوطيدة بين الجيش الوطني والشعب الجزائري الذي يعرف كيف يتعامل مع الأزمات ولا يخشاها. وفي إطار التحسب لأية تطورات مفاجئة، وفي مواجهة حالة الاحتقان الشعبي، وتواصل تظاهرات الغضب الرافضة لقرارات الرئيس بوتفليقة بتأجيل الانتخابات الرئاسية وتمديد العهدة الرابعة والدخول في مرحلة انتقالية، استدعيت قيادات أمنية وعسكرية، أول أمس ، لحضور اجتماع المجلس الوطني الأعلى للأمن، مجددا بعد الاجتماع الأول الذي عقد قبل نحو أسبوع. وبحسب مصادر مسؤولة لوسائل الإعلام الجزائرية، فإن الاجتماع بحث موضوعين الأول هو الوضع الميداني والسياسي الداخلي وكيفية التعاطي مع مطالب المتظاهرين والثاني هو تأمين البلاد في هذا الظرف الاستثنائي، وإمكانية التكيف مع المسيرات لعدة أسابيع أو أشهر، وفقا لتطورات الوضع حتى يمكن استرجاع حالة السكينة السابقة. وفي ظل مناخ التوتر والاحتقان الشعبي، تواجه الحكومة الجزائرية الجديدة تحديات صعبة، وقد أصبحت في عين الإعصار الشعبي الجزائري، حتى قبل ولادتها، ما يعني أن مهمتها ستكون من الصعوبة بمكان، لأنها ستواجه سقفا عاليا من المطالب ليس بمقدورها التجاوب معه، خصوصا وأنها تفتقد كليا لهامش المناورة، بحسب تقرير صحيفة «الخبر» الجزائرية، وأن المسيرات الشعبية وجّهت لها وابلا من الانتقادات، أول أمس ، وأيضا مطالب بضرورة رحيلها بمعية رموز السلطة الحالية، ويعد ذلك بمثابة أول امتحان تخسره الحكومة الجديدة قبل مباشرة مهامها بصفة رسمية.