الشروق – مكتب الساحل : اختتمت الدورة السابعة من مهرجان «الموسيقي الصغير» في نسخته العربية الأولى، والذي دأبت على تنظيمه جمعية الأنس الموسيقية بسوسة بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بهدف إبراز وتأطير المواهب الطفولية في مجال العزف والغناء. وإلى جانب الندوة العلمية التي ميزت هذه الدورة وتمحورت حول تهذيب الذوق وأهمية المحافظة على الموروث الموسيقي في سن مبكرة، قدم فيها الموسيقي علام عون مداخلة عميقة أتى فيها على أبعاد الحفاظ على الموروث الموسيقي وحسن استثماره وتوظيفه، فإن هذه الدورة التي كانت تحت شعار «الموسيقي الصغير امتداد المستقبل لعمق التراث» اتسمت ببعدها العربي من خلال مشاركة ثلاث دول عربية إلى جانب تونس وهي الجزائر وليبيا والمغرب الأقصى. وقدم 16 طفلا منهم 12 من تونس عروضا في الغناء والعزف وعكسوا مواهب عالية وقيمة فنية رفيعة نالت إعجاب الجمهور الحاضر حدّ الانبهار، وكان ذلك من خلال حفل اختتامي احتضنه المسرح البلدي بسوسة بمشاركة خاصة من المطرب علام عون الذي أدى كوكتالا من الأغاني التراثية أمتعت الحاضرين والكوميدي جعفر القاسمي الذي قدم فقرة تنشيطية للجمهور، ونشطت الحفل فرقة موسيقية متميزة ضمت نخبة من الدكاترة ومن الأساتذة في المجال الموسيقي بسوسة تثمينا لمجهودات الأطفال المشاركين ولمؤطريهم ولرمزية التظاهرة حسب ما أكّده ل «لشروق» مدير المهرجان الموسيقي لسعد المؤخر. وأضاف المؤخر «يعتبر المهرجان حلما انطلق منذ ست سنوات والحلم تحقق لتونس ككل لأننا راهنا على الفن كوسيلة لتقارب الشعوب ووسيلة لتحقيق غايات تربوية حضارية وثقافية واجتماعية ومن خلال هذه التظاهرات نحن قادرون على غرس الحبّ بين الشعوب العربية انطلاقا من الأطفال لأنهم يمثلون المستقبل في ظل غياب بقية المؤسسات عن تفعيل هذه الأدوار منهم اتحاد المغرب العربي، ونتمنى أن نجد الدعم الكافي لتطوير هذا المهرجان حيث نعتمد على إمكانياتنا الخاصة كجمعية... نحن اليوم قمنا بدورنا ونتمنى أن يقوم البقية بأدوارهم سواء من وسائل الإعلام وغيرها من بقية الأطراف للمساهمة في تحقيق أبعاد هذه التظاهرة النبيلة في أهدافها». والتقت «الشروق» أيضا ببعض الأطفال المشاركين ومنهم منذر الشمينالي من الجزائر، حازم الفرجاني من ليبيا ورانيا كمال من المغرب وأجمعوا كلهم على إعجابهم بالمهرجان وثمّنوا حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم. وقال لمين هامان وهو إعلامي ليبي وباحث في مجال الأرشيف وتوثيق الحراك الثقافي «أعتبر أن هذا المهرجان قادر على توجيه الطفل التوجيه الصحيح عوض أن تستقطبه التوجهات الداعشية أو الدعارية إلى جانب هدف آخر وهو المحافظة على الموروث الموسيقي»، حسب تعبيره. وبخصوص كيفية تعلم الأطفال الليبيين الموسيقى والغناء أجاب لمين قائلا «يتعلمون في فرقة خاصة بليبيا اسمها فرقة الزمن الجميل ببنغازي وما يثير الإعجاب والاستغراب حقا كيف لطفل سنه عشر سنوات مثل حازم الفرجاني ولد وسط أصوات القنابل والأسلحة أن يصبح مبدعا في العزف وهو إنجاز كبير جدا لمؤطره الأستاذ أحمد الزليتني». وقال الدكتور ياسين بوبشيش رئيس جمعية ثقافية من الجزائر «سعداء جدا بحضورنا في تونس في هذا المهرجان الذي نعتبره لبنة أولى لبناء ثقافة موسيقية عربية من أجل الأطفال على طوال ست دورات ونرجو أن تكون مختلف الدول العربية الأخرى مشاركة في الدورة القادمة».