سهرة رد الاعتبار للموسيقيين الأكاديميين في افتتاح «ربيع سوسة» بعد توقف لسنتين ورغم الصعوبات المالية عاد مهرجان «ربيع سوسة» في دورته 21. ويعتبر هذا المهرجان مكسبا ثقافيا هاما لبلدية سوسة وهي الجهة المنظمة والمؤسسة والتي تساهم فيها هذه السنة المندوبية الجهوية للثقافة.
سهرة الافتتاح التي احتضنها المسرح البلدي لم يحرص منظموها على تشريك الأسماء الفنية «الرنانة» بل راهنت على مواهب المعهد العالي للموسيقى بسوسة والذي كان مغمورا لسنوات ومغيبا في مختلف التظاهرات الفنية بالجهة، وقد أكدت المواهب الصوتية المشاركة وهي راقية بن خديجة وتقوى الجناوي ومروى الفجاري وعلاّم عون ومنجية الصفاقسي أحقية حضورهم في المشهد الفني بالجهة حيث كانوا «نجوما» في هذه السهرة بكل ما يوحي إليه هذا الوصف من مضمون فني أداء وكلمة وزادهم حضور المطرب الأصيل نور الدين الباجي بريقا ودعما لا يعرف أبعاده إلا الكبار. الجمهور الحاضر الذي كان عدده ضئيلا استمتع حد النشوة بروائع خالدة شرقية وتونسية من قبيل «مضناك جفاه مرقده»، «تملّي في قلبي»، «فيشي فايدة نزيد انخبي»، «الناس المغرمين»، «يا أهل المحبة»، «يا ورد مين يشتريك». وصعّد الشاب علاّم عون(سنة ثانية علوم موسيقية) هذه النشوة بأدائه وصلة من التراث التونسي في السيكا، رغم أن اختصاصه عزف بيانو فإنه أبدع في الغناء التونسي وأكّد في لقاء جمعه ب«الشروق» حرصه على توخّي هذه النوعية الموسيقية حفاظا على الهوية التونسية الفنية مثمّنا اجتهاد أستاذه عتاب الجلايلي الذي لم يتمالك نفسه بسبب نجاح السهرة لدرجة أنه فضّل الصور التذكارية مع المعجبات والمعجبين على التصريح ل«لشروق» حيث دعوناه مرارا ولا نلومه على ذلك بقدر ما ندعوه إلى متابعة الاهتمام بهذه المواهب حتى يساهم في تأسيس جيل فني جديد قادر على إعادة الزمن الجميل للأغنية التونسية. كما كان ل«الشروق» لقاء مع الفنانة منجية الصفاقسي التي أبدعت بدورها أداء وحضورا في هذا الحفل وقد فسرت غيابها عن الساحة الفنية بأسباب عائلية تتمثل في زواجها و اهتمامها بمولودها الجديد مؤكدة عودتها بقوة من خلال إنتاجات جديدة هي بصدد دراستها.
احتفاء بأدب الطفل وإبداعاته بأكودة
نظمت جمعية «ثقافة وانفتاح» بأكودة على امتداد يومين ملتقى «نقد المتخيل في أدب الطفل» الذي اختُتم مساء الأحد بتوزيع الجوائز على الأطفال الفائزين بإشراف رئيسة الجمعية الدكتورة سعاد العذاري..
وتضمن الملتقى عرضا لمسرحية «الأمانة» وتنظيم ورشات للرسم والخط العربي والسكرابل والشطرنج والفوطوشوب وفن العرائس بإشراف الأستاذين أحمد الحفصي وآسية بن فطيمة.
وقد مكّن الملتقى من إبراز مواهب الأطفال في الرسم خصوصا حيث تم عرض عدد من اللوحات التي أنتجها اطفال معظمهم يدرسون بالسنة السادسة من التعليم الابتدائي، كما تم تنظيم مائدة مستديرة مساء اليوم الثاني من أشغال الملتقى بمشاركة الحاضرين من أساتذة ومعلمين ومربين وأولياء حول «اللغة والمضمون والتخييل والبعد التربوي ونقد المنحى التجاري في أدب الطفل قبل أن يتم الإعلان عن أسماء الفائزين في المسابقة وتوزيع الجوائز.