في حُدود السّابعة مساءً نَصل إلى ملعب رادس بعد القيام ب»رحلة العذاب» الناجم عن الإختناق المروري و»الحُفرة» التي قيل إنها السبب في غلق الطريق المؤدي إلى الحي الأولمبي من جهة بن عروس (الطّريق الرئيسية رقم واحد). الأمطار كانت غزيرة والأجواء في المدرجات تبدو باردة خاصّة في ظل الحُضور الجماهيري البَاهت وذلك لعدة إعتبارات رياضية وتنظيمية منها الضُّعف الفادح للمنافس وتأثيرات السلبية للتقلّبات الجوية في الإقبال على تذاكر اللقاء الذي حقّقت فيه عناصرنا الدولية الإمتياز بعد أن أمطرت شباك «اسواتيني» برباعية كاملة في خِتام التصفيات المُؤهلة للكأس الإفريقية. بداية مِثالية يعرف القاصي والداني أن «اسواتيني» (سوازيلاند سابقا) يُعدّ الفريق الأضعف في مجموعتنا وربّما يكون أحد أسوأ المنتخبات في القارة السّمراء. لكن هذا لا يمنعنا أبدا من القول إن انطلاقة «النسور» مع القائد الجديد «ألان جيراس» كانت مِثالية على صعيد النتيجة المُسجّلة هذا طبعا في إنتظارا الإختبارات القوية كتلك التي ستجمعنا الثلاثاء القادم بالأشقاء الجزائريين في نطاق التحضير للنهائيات الإفريقية. وقد كان مدربنا الوطني الجديد سعيدا بالفوز السّاحق على «اسواتيني» مُعتبرا أن منتخبنا بلغ أقصى درجات النجاعة على المستوى الهجومي. كما أن الدفاع كان مُتماسكا وهذا بغضّ النظر عن تواضع الخَصم. ويَعتبر «جيراس» أن فريقنا كان أمام فرصة لا تُعوّض لرفع حصيلته التهديفية إلى ستة أوسبعة أهداف لولا الفرص المهدورة والتأُثيرات السلبية للعوامل الخارجية (يقصد ضِمنيا قرارات الحكم الذي ألغى هدفا لفائدة المنتخب فضلا عن حرمان المساكني من ضربة جزاء لا غُبار عليه). ويعتقد «جيراس» أن لاعبيه تقيّدوا بتطبيق التعليمات الفنية مُعتبرا أن اللّقاء الودي المُرتقب ضدّ الجزائر سيكون فرصة جيّدة لتأكيد البداية الواعدة للمنتخب فضلا عن فسح المجال أمام عدة عناصر للظهور في التشكيلة التي ستعرف جملة من التحويرات خاصّة في ظل تسريح لاعبي الترجي والنجم بسبب الإلتزامات الخارجية للناديين. مكسب جديد في الوقت الذي انشغل فيه الجميع بالبحث والتَنقيب في الأسرار الحقيقية لإبعاد حمدي النّقاز من المنتخب، تَعزّزت الجهة اليمنى للدفاع بعنصر واعد. وقد يكون من أحسن «الإكتشافات» وأفضل المُفآجات في تشكيلة «جيراس». والحديث طبعا عن لاعب النجم وجدي كشريدة الذي أظهر حَيوية كبيرة وامكانات عريضة دفاعا وهُجوما. وقد ساهم كشريدة في صناعة الهدف الثالث وترك أفضل الانطباعات في صفوف الإعلاميين والمحبين ولاشك في أن هذا اللاعب سيكون من المكاسب المُهمّة في الجهة اليمنى التي ستكون فيها المُنافسة على أشدّها في ظل وجود العديد من العناصر القادرة على اللّعب في هذا المركز مثل برون والبدوي والعزوني ودراغر والنقاز (بعد رفع العقوبة الضِمنية المُسلّطة عليه). تصرّف غريب من معلول استعاد علي معلول مكانه الطبيعي في المنتخب الوطني وذلك بعد أن كان قد عاش «أيّاما سوداء» بفعل الهُجومات الكاسحة التي طالته من قبل الأحباء على خَلفية الأداء الهزيل لنجم الأهلي في المُونديال الروسي. وقد تحوّل معلول آنذاك إلى مصدر للسخرية على الصّفحات «الفايسبوكية» ولم يجد من «يَنصره» ويُؤازره في مِحنته غير الصّحافة الرياضية التي تمسّكت بدعمه إيمانا بأنه قيمة ثابتة وأن حَادثة بلجيكا عَابرة. وقد كان من المفروض أن يُقبّل نجم الأهلي يَده من الجانبين على رأي الأشقاء المصريين وذلك من باب الشُكر للجمهور التونسي الذي احتضنه من جديد مِثله مِثل السلطة الرابعة التي كَافأها «سي» معلول ب»التَجاهل». حَصل هذا الأمر في المنطقة المُخصّصة للإدلاء بالتصريحات وقد اختار معلول «التمرّد» و»قاطع» الصحافة على عكس جميع اللاعبين الذين شاركوا في التشكيلة الأساسية. كما كان مُتوقّعا توقّعنا في أعدادنا السابقة بأن يفشل لقاء رادس من الناحية الجماهيرية وذلك بسبب الفوضى التنظيمية. وقد كان الحضور في لقاء «اسواتيني» مُحتشما رغم كلّ المُحاولات التي قامت بها الجامعة لإنقاذ الموقف من خلال توزيع العديد من الدعوات المجانية بالتنسيق مع الرّابطات الجِهوية. وقد تتعلّل الجامعة بقَساوة الطقس وضُعف الخصم و»الرِّهان» لتبرير الخضور المُحتشم للجماهير التونسية وهذه الحُجّة فيها جانب من الصّحة لكنّها غير مُقنعة خاصة إذا عرفنا أن لجنة التنظيم في الجامعة لم تقم بأي مجهود للتسويق لهذا اللّقاء ودفع الجمهور للحضور بأعداد غَفيرة. تَضييقات مرّة أخرى تُشهر الجامعة العَصا الغليظة في وجه الإعلام أمّا «الضّحية» فهو الفريق الإعلامي ل «نسمة». وقد تعرّض الزملاء إلى تَضييقات كبيرة أثناء لقاء «اسواتيني» ويبد أن هذه التصرّفات لا تعود إلى مسألة حقوق التصوير بقدر ما تتعلّق برغبة الجريء في مُعاقبة هذه القناة على خَلفية التشهير به في قضية الشركة القطرية «الوَهمية» التي كانت ستنظّم «السُوبر» التونسي بين الترجي والإفريقي. المساكني «لا باس» اشتكى يوسف المساكني من بعض الأوجاع وهوما فَتح المجال للتأويلات والتَخمينات حول خُطورة هذه الإصابة وقد جاء الخبر اليقين من الإطار الطبي للمنتخب بقيادة سهيل الشملي الذي أكد أن يوسف «لابَاس» ومن المنتظر أن يكون تحت تصرّف «جيراس» في المباراة الودية المنتظرة ضد الجزائر يوم 26 مارس.