دفع بيان مجلس شورى حركة النهضة الاخير من خلال تثمينه دعوة رئيس الجمهورية الى الوحدة الوطنية الى بيان وجود مسعى مشترك الى ارساء تفاهمات جديدة في المشهد السياسي الراهن. تونس (الشروق) وتضمّن بيان شورى النهضة في دورته السادسة والعشرين، والمنعقد يوم السبت الماضي تثمينا لدعوة رئيس الجمهورية في خطاب عيد الاستقلال الى الوحدة الوطنية ، واعلان استعداد الحركة لدعم مساعيه في هذا الاتجاه، فماذا تعني مساندة النهضة لهذا التوجه؟ هل هي بداية التراجع عن تمسكها بالاستقرار الحكومي أم انها تحضير لتفاهمات جديدة ؟ و نفى مصدر من شورى النهضة ل››الشروق» تخلي الحركة على تشبثها بالاستقرار الحكومي، لافتا الى أن النقطة الثانية في البيان التي تضمنت تجديد المجلس تأكيده على ضرورة تحييد مؤسسات الدولة عن التجاذبات السياسية والدعاية الانتخابية يراد منها لفت نظر رئيس الحكومة الى التنبه الى مخاطر امكانية توظيف اجهزة الدولة ،ولا تعني في رأيه اعلان النهضة بداية رفع الدعم عن الحكومة. واضاف المصدر بأن الحركة حريصة على انجاح التوافقات الجارية بهدف تأمين الوصول الى الانتخابات ورسم ترتيبات ما بعد الانتخابات وما تقتضيه من تفاهمات مسبقة. وتؤكد مصادر عليمة ‹›للشروق›› وجود تقارب ثلاثي بين أحزاب حركة النهضة ونداء تونس وتحيا تونس وأن هذا التقارب ما يزال في خطواته الاولى بهدف ارساء تفاهمات جديدة قد تتشكل قبل موعد الانتخابات أو أن يتم تأجيل اعلانها الى ما بعد الاستحقاقات الانتخابية. ولا تسبتعد الاخبار الواردة من الكواليس السياسية وجود مخاوف داخل حزبي نداء تونس وتحيا تونس من الصعود البارز للحزب الدستوري الحر الذي تقوده عبير موسي ومن انعكاسات ذلك في التأثير على خزانهم الانتخابي المشترك، وهو الامر الذي تستغله قيادات في الحزبين الى تحقيق تقارب بينهما يفضي أولا الى انجاح مؤتمري الحزبين في أفريل القادم ومن ثمة بلورة صيغة لهذه التفاهمات. وتستند هذه القراءة الى ما ابداه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في خطابه الاخير والذي أبرز من خلاله حاجة البلاد الى الوحدة الوطنية على الرغم من توجيهه النقد الى الائتلاف الحكومي وتبرّئه من المسؤوليةوكذلك الى اللقاءات الاخيرة التي جمعت رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي برئيس الهيئة السياسية لنداء تونس حافظ قائد السبسي والتي ظهرت فيها حركة النهضة في محاولة للعب دور الوسيط بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يوسف الشاهد وكذلك الى دفع الحزبين ( تحيا تونس ونداء تونس) الى توحيد البوصلة نحو التأسيس الى توافق ثلاثي. وتشيرالكواليس السياسية الى أن المقصود بمبادرة الوحدة الوطنية لا يعني اطلاق مبادرة جديدة على شاكلة وثيقة قرطاج بقدر ماهي محاولة لتجميع المشتركات الدنيا التي تكفل لأحزاب الحكم تأثيث المشهد السياسي القادم بأخف الاضرار الممكنة. في المحصلة فإن سعي الاطراف السياسية الى انهاء الصراع السياسي خطوة ايجابية في سياق تنقية المناخات العامة غير أنه غير كاف اذا ما تواصلت المعالجات في النطاق السري ولم تخرج الى العلن لتكون بمثابة القواعد الملزمة لكل طرف في سياق الالتزام بتقديم التنازلات الضرورية للخروج من دائرة الصراع.